أول ممرضة بالذكاء الاصطناعي

في ظل أزمة عالمية متفاقمة تهدد بنقص ملايين الممرضات بحلول عام 2030، تشهد مستشفيات تايوان دخول الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم حلول تقنية مبتكرة تخفف الأعباء عن الطواقم الطبية وتُعيد تشكيل مستقبل الرعاية الصحية.

تأتي هذه الخطوة استجابةً لتحذيرات منظمة الصحة العالمية من نقص حاد يُقدر بـ4.5 مليون ممرضة خلال الأعوام القليلة المقبلة، يعود معظمه إلى الإرهاق المتزايد في بيئات العمل الطبية. في سعي استباقي، تعاونت شركتا فوكسكون وإنفيديا لتطوير تقنيات روبوتية لدعم كوادر التمريض في المستشفيات التايوانية.

أحدث هذه الابتكارات هو روبوت يُدعى “نورابوت”، وهو مساعد تمريضي ذكي صُمم خصيصاً لأداء المهام الصعبة والمتكررة. وفقاً لتقرير نشره موقع “إنتريستنغ إنجينيرينغ”، يخفف هذا الروبوت العبء البدني والنفسي عن الممرضات.

لم يكن “نورابوت” الابتكار الوحيد، فقد كشفت فوكسكون عن مجموعة متكاملة من أدوات المستشفيات الذكية، تعتمد على بنية إنفيديا الحوسبية. تشمل هذه الأدوات نماذج ذكاء اصطناعي تراقب العلامات الحيوية للمرضى، و”توأم رقمي” يساعد في تصميم مساحات المستشفيات بشكل أفضل، وأنظمة حافة (Edge Systems) لتفعيل الذكاء الاصطناعي داخل المستشفيات آنياً.

تبدأ هذه العملية من مراكز البيانات، حيث تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي على أجهزة إنفيديا العملاقة، قبل اختبارها عبر محاكاة افتراضية. وبمجرد التأكد من فعاليتها، تُفعّل هذه الأنظمة على أرض الواقع في المستشفيات، وقد انضمت بالفعل عدة مراكز رائدة إلى التجربة.

“نورابوت”، الذي يعدّ ثمرة شراكة بين فوكسكون وشركة كاواساكي للصناعات الثقيلة، مدعوم بتقنيات متعددة، منها نظام FoxBrain للإدارة الذكية، ومنصة Isaac for Healthcare للتدريب الافتراضي، ووحدات NVIDIA Holoscan وJetson Orin للاستشعار والمعالجة الفورية. يقوم الروبوت يومياً بمهام تشمل توصيل الأدوية، ومراقبة الأجنة، وإرشاد الزوار، ونقل مستلزمات العناية بالجروح والمواد التثقيفية للمرضى. ووفقاً لتقديرات فوكسكون، فإن الروبوت قادر على تقليل أعباء العمل التمريضي بنسبة تصل إلى 30%.

قال شو-فانغ ليو، نائب مدير قسم التمريض في مستشفى تايتشونغ: “وجود مساعد روبوتي يقلل من التعب الجسدي للممرضات، ويوفر عليهن زيارات متكررة إلى غرف المستلزمات، ويمنحهن وقتاً أكبر للتركيز على المرضى، خصوصاً خلال ساعات الزيارة أو النوبات الليلية التي يكون فيها عدد الموظفين محدوداً”. ويتطلع الفريق الطبي لأن تشمل الإصدارات القادمة من نورابوت ميزات أكثر تطوراً، مثل التحدث بلغات متعددة، والتعرف على الوجوه، والمساعدة الجسدية في نقل أو دعم المرضى. ويأمل ليو أن يصبح نورابوت قادراً، مثلاً، على دعم ممرضة واحدة في إجراء تمارين تنفس لمريض يعاني من مشاكل رئوية، بدلاً من الحاجة لممرضتين، مما يتيح استغلال الطاقم البشري بشكل أكثر كفاءة.

البحث