مرت عقود، ولا يزال الغموض يحيط بسفينة الشحن الكوبية “روبيكون”، التي وُجدت مهجورة تمامًا قرب سواحل فلوريدا عام 1944، في قلب منطقة مثلث برمودا الشهيرة.
عندما صادفها الزورق الأمريكي “يو إس إس مارلين” أثناء مهمة روتينية، كانت السفينة تطلق نداء استغاثة، لكنها لم تكن غارقة أو متضررة — بل في حالة جيدة وقادرة على الإبحار. الغريب؟ لم يكن هناك أي أثر للبشر على متنها. وحده جرو صغير بقي مربوطًا بأنبوب، ليكون الناجي الوحيد على متن “سفينة الأشباح”.
الغرف كانت مرتبة، ممتلكات الطاقم في أماكنها، حتى موقد الطبخ لا يزال دافئًا، وعليه إبريق قهوة كما لو أن الطاقم غادر لتوه. سجل السفينة توقف عند تاريخ 26 سبتمبر، بعد دخولها ميناء هافانا. أما قوارب النجاة، فكانت مفقودة.
التفسير الرسمي حينها افترض أن عاصفة مفاجئة أرغمت الطاقم على الإخلاء السريع. لكنّ كثيرين اعتبروا هذا التفسير غير مقنع: من يترك سفينة آمنة وسط العاصفة ليستقل قارب نجاة صغيرًا؟
الحادثة أعادت إلى الأذهان لغز سفينة أخرى شهيرة هي “ماريا سيليست”، التي عُثر عليها عام 1872 مهجورة بنفس الطريقة، وعلى متنها قطة فقط.
ورغم ميل البعض إلى تفسيرات خارقة — كائنات فضائية، أو قوى غامضة — يؤكد خفر السواحل الأمريكي أن مثلث برمودا لا يشهد حوادث أكثر من غيره. ومع ذلك، تبقى “روبيكون” واحدة من أكثر الحوادث إثارة للريبة، حتى بعد مرور كل هذه السنين.