كشف مرصد جامعة ييل الأميركية عن صور لأربعة مواقع جديدة جرى تحويلها إلى مقابر جماعية حول مدينة الفاشر، في أحدث دليل على تصاعد الفظائع المرتكبة في الإقليم الذي يعيش إحدى أسوأ مراحل الحرب منذ بدايتها.
وجاء هذا التطور بينما شدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري لأسباب إنسانية، مشيراً إلى أن واشنطن تعمل على إنهاء القتال والحد من تدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع.
في المقابل، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان التعبئة العامة من ولاية الجزيرة، مؤكداً أن “نهاية المعركة ستكون في دارفور”، وداعياً القادرين على حمل السلاح للالتحاق بالجيش. البرهان شدد على أن لا هدنة مع ما وصفه بـ”التمرد”، وأن تجميع مقاتلي الدعم السريع ووضع سلاحهم شرط لأي تفاوض مستقبلي.
وفي جنيف، أمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل بعثة تحقيق خاصة لتحديد المتورطين في الانتهاكات بمدينة الفاشر ومحاسبتهم. كما حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من استمرار “الفظائع المروعة” في المدينة، داعياً لتحرّك دولي عاجل قبل الوصول إلى نقطة “الإبادة الجماعية”.
من جانبها، رحّبت وزارة الخارجية السودانية بقرار المجلس، فيما أعلنت المفوضية الأوروبية زيادة تمويلها الإنساني للسودان ليصل إلى 273 مليون يورو هذا العام، مع تحذيرات من تدهور خطير في أوضاع المدنيين وصعوبة وصول العاملين الإنسانيين بسبب المخاطر الأمنية.
ميدانياً، تواصلت الاشتباكات المباشرة بين الجيش والدعم السريع في الفاشر، ما تسبب بإصابة مئات المدنيين جراء الرصاص العشوائي، إضافة إلى بقاء الذخائر غير المنفجرة خطراً دائماً يهدد السكان، وخصوصاً الأطفال. وبعد التحذيرات الأممية بشأن الفاشر، تزايدت المخاوف من انتقال الكارثة إلى ولايات مجاورة، وسط دعوات لوقف الانتهاكات ومنع تكرار المشهد في كردفان.