في أحد أكثر السباقات عراقةً وصعوبة، تحوّل ماراثون بوسطن 1980 إلى واحدة من أكبر الفضائح في تاريخ الرياضة، عندما ظهرت فجأة متسابقة مغمورة تدعى روزي رويس، وأعلنت بطلة بزمن قياسي مذهل، قبل أن تنكشف الخدعة سريعاً.
انطلقت روزي، المولودة في كوبا عام 1953، إلى الولايات المتحدة وهي طفلة بعد أن رفض والداها البقاء في ظل النظام الاشتراكي لفيــدل كاسترو. نشأت في فلوريدا، درست الموسيقى، لكنها اختارت طريقاً مختلفاً لاحقاً، فاتجهت إلى عالم الجري كهواية.
في عام 1979، شاركت لأول مرة في ماراثون نيويورك، وحققت زمناً لافتاً (2:56:29 ساعة) جعلها في المركز الحادي عشر، رغم عدم خضوعها لتدريب احترافي. النتيجة أثارت الشكوك، لكنها مرّت دون تحقيق.
بعد عام، ظهرت روزي مجدداً في ماراثون بوسطن، وأنهت السباق بزمن قياسي عالمي للنساء آنذاك (2:31:56 ساعة)، لتتوّج بطلة بشكل مفاجئ.
لكن سرعان ما انهارت القصة. روزي لم تُرَ في معظم مسار السباق، وظهرت فقط عند الكيلومتر الأخير. بدت نظيفة وغير مرهقة، وأجوبتها للصحفيين كانت مضطربة، حتى إنها لم تعرف معنى مصطلح “محطة تقسم المسافة – Split time”.
لاحقاً، كشفت شهادة صحفية أنها رأت روزي تخرج من محطة مترو الأنفاق أثناء السباق، وتلتحق بالجري قبل نهاية السباق بقليل!
تمّ إلغاء نتيجتها رسمياً، وأُعلنت الكندية جاكلين جارو الفائزة الحقيقية بماراثون بوسطن 1980. كما ألغيت نتائجها السابقة في ماراثون نيويورك.
ورغم الأدلة القاطعة، رفضت روزي الاعتراف بالغش أو تقديم أي اعتذار، وواصلت حياتها، لكنها تورطت لاحقاً في قضايا احتيال وترويج مخدرات، وعانت ظروفاً صعبة قبل وفاتها عام 2019 بعد صراع مع السرطان.
قصة روزي أصبحت رمزاً للغش الرياضي الصريح، وأجبرت المنظمين في السباقات الكبرى على تعزيز الرقابة، وتطبيق تقنيات حديثة مثل نظام تحديد المواقع GPS، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.