تُعرف زبدة الشيا بين نساء غرب أفريقيا بأنها “الذهب النسائي” الذي لا يُقدّر بثمن. ليست مجرد مستحضر تجميلي، بل كنز طبيعي متوارث عبر الأجيال، يُستخدم للحفاظ على نضارة البشرة وحمايتها من آثار الزمن، حتى غدت رمزًا من رموز العناية بالبشرة في القارة السمراء وسرًا من أسرار تأخر ظهور علامات الشيخوخة لدى نسائها.
كنز الطبيعة من قلب أفريقيا
تُستخرج زبدة الشيا من ثمار شجرة الشيا البرية، التي تنمو في منطقة الساحل الأفريقي، خصوصًا في دول مثل بوركينا فاسو، بنين، ومالي. وتنتج هذه الشجرة ثمرة تحتوي على نواة غنية بالزيوت تُحوّل، بعد معالجات تقليدية، إلى زبدة صلبة ذات لون أبيض مائل للصفرة أو عاجي، تُستخدم على نطاق واسع في التجميل والعناية بالبشرة.
فوائد لا تُحصى
تتميّز زبدة الشيا بتركيبة غنية بالأحماض الدهنية، ومضادات الالتهاب، والفيتامينات A وE، ما يمنحها قدرة عالية على ترطيب البشرة بعمق، تجديد الخلايا، وحماية الجلد من الجفاف والتشقق. كما تساعد على تخفيف الالتهابات الجلدية، والأكزيما، وتهدئة التهيجات الناتجة عن الشمس.
وتمتلك زبدة الشيا خواص مضادة للشيخوخة، إذ تعمل على تعطيل الإنزيمات التي تُفكك الكولاجين، مما يعزز مرونة البشرة ويحافظ على نضارتها. كما تدخل في تركيب العديد من مستحضرات العناية بالبشرة والشعر، بفضل قدرتها على التغلغل في الطبقات العميقة للجلد وترميم التلف.
سر جمالي وأثر اجتماعي
ورغم الانتشار العالمي لزبدة الشيا، فإن نساء أفريقيا ما زلن يفضلن النوع الخام النقي، المستخرج يدويًا والمحتفظ بلونه الطبيعي ورائحته القوية. وغالبًا ما تُنتج الزبدة محليًا ضمن تعاونيات نسائية تشكّل مصدر رزق لملايين النساء. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 16 مليون امرأة أفريقية يشاركن بشكل مباشر أو غير مباشر في إنتاجها.
منذ أزمنة بعيدة، اعتادت النساء الأفريقيات جمع ثمار شجرة الكاريتي أثناء نزهات جماعية في الغابات، في تقليد اجتماعي يحمل الطابع العائلي والثقافي، قبل أن يتحوّل هذا النشاط إلى ركيزة اقتصادية تدعم مجتمعات بأكملها.
اختيار الزبدة الأصيلة
للاستفادة الكاملة من فوائد زبدة الشيا، يُوصى باختيار المنتجات ذات المصدر الجغرافي المعروف، وخصوصًا تلك القادمة من بوركينا فاسو وبنين، حيث تُنتج بأيدي نساء خبيرات باستخدام طرق تقليدية تحافظ على نقاوتها وجودتها.