براك وأورتاغوس

جاء في اللواء:

الوفد الاميركي: توم براك ومعه شخصيات وازنة من الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في بيروت آتياً من دمشق حيث استقبله الرئيس السوري أحمد الشرع، وكانت سبقته السفيرة المساعدة مورغن اورتاغوس، التي قيل انها تابعت عن كثب المفاوضات الجارية حول التمديد لقوات حفظ السلام (اليونيفيل) في الجنوب، لجهة آلية عملها، والبدء في العدّ التنازلي لانسحابها من الجنوب، في موعد لا يتجاوز 29 آب 2026، على ان تحل مكانها قوات متعددة الجنسيات بقيادة اميركية.

وقال مصدر مطلع ان الحضور الاميركي غير المسبوق، يأتي في اطار السعي «لمساعدة لبنان» ودراسة مستقبل الوضع في هذا البلد.

وقالت مصادر سياسية مطلعة ان الموفد الأميركي باراك سيحمل معه موقفا اسرائيليا من الورقة المشتركة،وهذا ما سيبلغه الى المسؤولين اللبنانيين، واشارت الى انه بناءً على ما سيسمعه هؤلاء المسؤولون سيأتي الموقف اللبناني الموحد مع العلم ان لبنان ادى قسطه.

ورأت هذه المصادر ان ما أطلقه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من تصريحات يؤشر الى ان الاعتراض على تسليم السلاح لا يزال على حاله وأن قنوات التواصل مع حزب الله لا تزال غير سالكة لكنها لاحظت ان السهام وجهت بأغلبيتها الى الحكومة ما يؤشر الى علاقة متشنجة معها.

الى ذلك لفتت الى ان الاتصالات بين بعيدا وعين التينة قائمة وليس هناك من فتور في العلاقة.

وتزامن وصول الموفد الاميركي براك وأورتاغوس إلى بيروت، مع كلام اسرائيلي عن اتخاذ خطوات مقابلة مع لبنان «اذا قام الجيش اللبناني بنزع سلاح حزب الله»، فيما جاء معهما وفد اميركي كبير سياسي يضم اعضاء في الكونغرس بينهم ليندسي غراهام وجين شاهين، وعسكري وتقني مهمته حسب المعلومات تقييم وضع الجيش اللبناني واحتياجاته تمهيداً لتقرير حجم الدعم والمساعدات التي ستقدم له لتمكينه من استكمال مهمته في الانتشار بكامل منطقة الجنوب وبسط سلطة الدولة وجمع السلاح.

واستهل الوفد الاميركي زيارته بعشاء سياسي في الجميزة وسط بيروت ضم عددا من النواب والوزراء ونحو خمسين مدعواً من الشخصيات السياسية. على ان يبدأ لقاءاته الرسمية نهار اليوم بلقاء الرئيس جوزاف عون الساعة العاشرة صباحاً، حيث سيعقد مؤتمرًا صحافياً يشارك فيه الموفدان الأميركيان والسيناتوران ليندسي غراهام وجين شاهين. يليه لقاء مع الرئيس نبيه بري ظهرا، ثم لقاء وغداء مع الرئيس نواف سلام. وربما يلتقي مع عدد من الشخصيات النيابية والسياسية وتنتهي جولته بعشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي.

وكان وفد اميركي يضم السناتور من اصل لبناني النائب دارين لحود، يرافقه عضو الكونغرس النائب ستيف كوهن، قد زار رئيس الحكومة نواف سلام امس، بحضور سفيرة الولايات المتحدة في بيروت ليزا جونسون والوفد المرافق.

ونوّه لحود «بما قامت به الحكومة اللبنانية حتى الآن من إجراءات لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها، بالإضافة إلى الإصلاحات القضائية والمالية الجارية، معتبراً أنّ هذه الخطوات تسهم في استعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان. وأكد أنّ الجيش اللبناني يقوم بدور أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار، مشدداً على سعيه المتواصل داخل الكونغرس الأميركي لضمان استمرار دعم الجيش. كما جرى التطرّق إلى أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفيل في هذه المرحلة لمساندة الجيش اللبناني على تعزيز انتشاره في الجنوب».

وشدّد رئيس الوزراء «على ضرورة احترام إسرائيل لسيادة لبنان وانسحابها من الأراضي التي ما زالت تحتلها، بما يمكّن الجيش من استكمال انتشاره في الجنوب، ووقف أعمالها العدائية والإفراج عن الأسرى، تمهيداً لبدء مسار إعادة الإعمار والتعافي. كما أكّد أنّ الجيش اللبناني هو جيش لكل اللبنانيين، وأن دعمه وتزويده بالقدرات اللازمة يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار».

الموفدان وشرط نتنياهو

وقبل وصول براك واورتاغوس، ذكر مكتب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان، «أنّ قرار لبنان بشأن حصر السلاح فرصة لاستعادة سيادته وبناء مؤسساتها». وقال: أنّ إسرائيل تقدر خطوات لبنان بشأن حصر السلاح، وإذا اتخذت القوات الأمنية اللبنانية خطوات لنزع سلاح حزب الله فإن إسرائيل ستتخذ خطوات متبادلة بما في ذلك تقليص تدريجي لوجود الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع الولايات المتحدة» (وليس مع قوات اليونيفيل).

اضاف البيان: أنّ قرار لبنان بشأن حصر السلاح فرصة لاستعادة سيادته وبناء مؤسساته. وحان الوقت للعمل مع لبنان بروح من التعاون بهدف نزع سلاح حزب الله.

وقال: «إسرائيل مستعدة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح حزب الله والعمل معاً نحو مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للبلدين»،

وأوضح «أنّ إسرائيل ستُقلّص تدريجيّاً وجود الجيش الإسرائيلي في لبنان، إذا اتخذ الجيش اللبناني خطوات لنزع سلاح حزب، الله مشيراً الى أنّ قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله حتى نهاية 2025 أمر جوهري».

وفي هذا السياق، أفادت اذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي «بأن تل أبيب وافقت على الانسحاب تدريجيا من النقاط الخمس عند الحدود مع لبنان، شرط البدء بنزع سلاح حزب الله، وزعمت أن هذه المواقع لم تكن جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله، لكن إسرائيل فرضت أمراً واقعاً وأقامت هذه المواقع».

وبعد إشادة مكتب نتنياهو بالخطوة التي إتخذتها الحكومة اللبنانية، أعادت اورتاغوس نشر البيان معلقةً «بإشارة شكر».

على ان البارز محلياً، سحب ملف الاحتجاجات في الشارع من التداول ومن جدول الاعمال، وجاء بالغاء الوقفة الاحتجاجية للمكتب العمالي المركزي في حركة «أمل» ووحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله التي كانت مقررة عند الخامسة من بعد ظهر غد الاربعاء وسط بيروت، انطلاقا من قطع الطريق على اي محاولة لزعزعة الاستقرار.

وجاء تأجيل التحرك «بناء لتمنيات المرجعيات الوطنية وإفساحاً في المجال أمام حوارٍ معمّقٍ وبنّاءٍ حول القضايا المصيرية التي تواجه وطننا». وقالا في بيان آخر: إن هذا القرار، الذي ينبع من إدراكٍ عميقٍ لمقتضيات الحكمة والشجاعة، يهدف إلى تحصين الموقف الرسمي، وتثبيت السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي محاولة لزعزعة الاستقرار.ونؤكد أن قضيتنا لم تتأجل، وأن عزمنا على الدفاع عن سيادة لبنان وكرامته ومقاومته وسلاحها لم يلن، وستبقى صرختنا الوطنية حاضرةً كلما اقتضت الضرورة ذلك.

وجاء القرار بعد معلومات أشارت إلى أن الرئيس بري تدخل مع الحزب لتأجيل التحرك. خصوصا ان معلومات سرت ان شارعاً مقابلاً يستعد للتحرك.

البحث