في تطور ميداني لافت في الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده تخوض قتالاً عنيفاً في محيط مدينة بوكروفسك الواقعة في غرب مقاطعة دونيتسك، والتي تشكل مركزاً لوجستياً استراتيجياً في شرق البلاد.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي، إن “بوكروفسك أصبحت محور الاهتمام الرئيسي للقيادة العسكرية”، لافتاً إلى أن الجيش الروسي يواصل محاولاته الحثيثة لتطويق المدينة، التي تُعد عقدة مهمة للطرق والسكك الحديدية.
ويأتي التصعيد الأخير بعد إعلان روسيا سيطرتها المتواصلة على قرى قريبة من المدينة، في إطار هجوم صيفي واسع النطاق، وصفه القائد الأعلى للجيش الأوكراني، أوليكسندر سيرسكي، بأنه “الأكثر تكلفة” لموسكو منذ أشهر.
وقال سيرسكي في تقرير منفصل عبر تلغرام إن “الاتحاد الروسي يدفع ثمناً باهظاً لمحاولته توسيع نطاق المعارك”، مشيراً إلى أن بوكروفسك وعددًا من المحاور الأخرى تشكل تحديًا كبيرًا للجيش الأوكراني في جبهة تمتد لمسافة تزيد على ألف كيلومتر.
وأشار زيلينسكي أيضاً إلى استمرار العمليات الأوكرانية في منطقة سومي الشمالية، حيث تمركزت وحدات روسية مؤخرًا، وسط تكهنات بتوسيع رقعة الهجمات البرية.
بوكروفسك، التي كان يقطنها نحو 60 ألف نسمة قبل اندلاع الحرب، تمّ إجلاء معظم سكانها بسبب شدة القتال، وتحوّلت إلى ساحة كرّ وفرّ بين الطرفين، مع سعي روسي مستمر لتحويلها إلى نقطة انطلاق لعمليات أوسع في دونيتسك.
الوقائع على الأرض تشير إلى أن معركة الصيف باتت في أوجها، وأن الطرفين يستعدان لجولات جديدة من الاشتباكات التي لن تكون نتائجها حاسمة قريباً، وسط ترقب دولي لمآلات التصعيد.