في أجواء دبلوماسية مشحونة، يبدو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد رفض الشروط التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخطة سلام مع روسيا، وذلك قبيل لقائهما المنتظر في المكتب البيضاوي، في وقت يترقّب فيه العالم نتائج هذا اللقاء عالي المخاطر.
أطلق ترامب مساء الأحد تصريحًا يقول فيه:“الرئيس زيلينسكي يستطيع إنهاء الحرب فورا، إن أراد ذلك. لا رجعة في قرار أوباما بالتخلي عن القرم، ولا دخول لأوكرانيا في الناتو. بعض الأمور لا تتغير.”
لكن الرد الأوكراني لم يتأخر، حيث كتب زيلينسكي خلال 90 دقيقة على منصة “إكس”:“روسيا هي من بدأت هذه الحرب، وعليها أن تنهيها. الأوكرانيون يقاتلون دفاعاً عن أرضهم واستقلالهم، ونحن نحقق تقدماً في دونيتسك وسومي.”
وأضاف قوتيًا:“نرغب جميعاً في سلام سريع، لكن يجب أن يكون سلاماً دائماً. لا كما حدث في السابق، حين أُجبرنا على التخلي عن القرم وأجزاء من دونباس، ليستخدمها بوتين منصة لهجوم جديد. القرم لم يكن ينبغي التخلي عنها، كما أننا لم نتخلّى عن كييف أو أوديسا أو خاركيف بعد 2022.”
رغم هذا الرفض الواضح، حرص زيلينسكي على الموازنة في لهجته، فقال:“أنا واثق بأننا سندافع عن أوكرانيا، ونضمن أمنها، وشعبنا سيبقى ممتناً للرئيس ترامب ولأميركا ولكل شريك وحليف على دعمهم.”
هذا اللقاء المرتقب يأتي بعد أيام فقط من اجتماع سري بين ترامب وبوتين في ألاسكا، رغم عدم التوصل لاتفاق، وصفه ترامب بأنه “لقاء مثمر للغاية”، مضيفًا:“لم نتوصل للاتفاق بعد، لكن لدينا فرصة جيدة لتحقيقه.”
ولا تزال ذاكرة فبراير الماضي حاضرة، حين تنفّس جميع الحاضرين الصعداء إثر مواجهة حادة بين ترامب وزيلينسكي على الهواء أمام وسائل الإعلام، انتهت بمغادرة الأخير مبكرًا بعد اتهامات متبادلة بالامتداد إلى التهديد بإشعال حرب عالمية ثالثة.