الشرع

في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، سقط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد منهياً 54 عاماً من الحكم. وبينما يحتفل السوريون منذ أيام بـ”يوم التحرير”، تظهر الآن تفاصيل جديدة عن تلك الليلة الحاسمة.

كشف محمد الجلالي، آخر رئيس حكومة في عهد الأسد، في حديث خاص لـ”العربية/الحدث.نت”، أنه أجرى اتصالاً مع الأسد حين دخلت قوات إدارة العمليات العسكرية مدينة حمص، وأبلغه أن الوضع أصبح حرجاً، فرد الأخير باللهجة السورية: “بكرا منحكي”.

“كل شيء انتهى”
وأضاف الجلالي أنه تلقى اتصالاً من وزير الدفاع آنذاك علي محمود عباس، الذي قال له: “كل شيء انتهى”، في إشارة إلى تقدم المعارضة وامتناع الجيش السوري عن القتال.
وتابع الجلالي أن وزير الدفاع قال حينها: “هدول ولاد البلد وعم يدخلو على مدنهم”، مشيراً إلى أن عناصر إدارة العمليات العسكرية هم سوريون هُجروا من مدنهم ويعودون إليها اليوم محررين، كما أضاف أنه أخبره بأنه متجه إلى طرطوس.

وفجر الثامن من ديسمبر، وعلى وقع التقدم العسكري، أوضح الجلالي أنه أجرى اتصالين آخرين مع الأسد لكنه لم يجب، ما دفعه لإصدار بيان للرأي العام طالب فيه السوريين بالهدوء والحفاظ على مؤسسات الدولة لأنها مؤسسات سورية بالنهاية. وأضاف أن معلومات وصلته تفيد بأن الأسد كان على علم كامل بأن الجيش لا يقاتل.

وعند الساعة السادسة صباحاً، علم من الإعلام بسقوط النظام.

اتصال من الشرع
بعد ثلاث ساعات، تلقى الجلالي اتصالاً من رقم مجهول، ليتفاجأ بصوت الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي قال له إنه سمع البيان وأخبره بأنه سيكون في دمشق خلال ساعات للاتفاق على التفاصيل.

وبالفعل، اجتمع الجلالي يوم التاسع من ديسمبر مع الشرع ورئيس حكومته محمد البشير آنذاك، واتفقوا على تسليم المؤسسات إلى الإدارة الجديدة على أن تقوم حكومة الجلالي بمن بقي من وزرائها بمساعدة الحكومة الجديدة كفترة انتقالية، ثم عُقد في اليوم التالي اجتماع مشترك بين الوزراء.

وعند سؤاله عن شعوره بعد التواصل مع الشرع، أجاب الجلالي: “أنا ابن الجولان السوري المحتل والرئيس ابن منطقتي”، نافياً شعوره بالخوف.

وكانت سوريا قد احتفلت الاثنين الماضي، 8 ديسمبر (كانون الأول)، بذكرى سقوط نظام الأسد بعد أكثر من 5 عقود من الحكم، إذ أسقطت إدارة العمليات العسكرية نظام الرئيس بشار الأسد الذي لجأ إلى موسكو، فيما أُعلن يوم الثامن من ديسمبر عطلة رسمية في البلاد وأطلق عليه السوريون لقب “يوم التحرير”.

البحث