شدّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الاثنين، على تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً أن “الوضع لا يُحتمل ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم”، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصاعد معاناة المدنيين.
وقال ستارمر، خلال تصريح للصحافيين في إسكتلندا، إن من الضروري إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى القطاع. وأضاف: “نعمل مع الحلفاء لضمان دخول هذه المساعدات بسرعة، فالكميات الحالية غير كافية وتؤدي إلى دمار مطلق”.
يأتي ذلك فيما واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية، إذ أطلق النار مجدداً على فلسطينيين كانوا متجهين إلى أحد مراكز مؤسسة غزة الإنسانية في رفح، ما أسفر عن مقتل 3 وإصابة العشرات خلال 24 ساعة، بحسب ما أفاد به مراسل “العربية/الحدث”.
وفي تطور ميداني آخر، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار على صيادين قبالة ساحل غزة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم. كما شنت الطائرات الحربية سلسلة غارات على شمال غرب خان يونس، في حين كثفت المدفعية الإسرائيلية قصفها على حي التفاح شرقي مدينة غزة، واستهدفت طائرة مسيّرة مجموعة من المدنيين شمال القطاع، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين.
من جهتها، كشفت وكالة الأونروا أن نحو 50 ألف طفل قتلوا أو أصيبوا في غزة خلال العشرين شهراً الماضية، مشيرة إلى أن المدنيين، بمن فيهم الأطفال والعاملون في المجالين الإنساني والطبي والصحافيون، ما زالوا يدفعون الثمن الأكبر وسط “كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الإسرائيلية مسؤولية الجيش عن إطلاق النار على المدنيين أثناء توجههم لتلقي المساعدات، متهمة “مسلحين ملثمين” بتنفيذ الاعتداء، وهو ما نفته مؤسسة غزة الإنسانية، مؤكدة أن “التقارير مفبركة”. إلا أن شهود عيان وجُرحى أكدوا تعرضهم لإطلاق نار مباشر من قبل الجيش.
يُذكر أن إسرائيل سمحت منذ مطلع الأسبوع الماضي بمرور شاحنات أممية محدودة عبر معبر كرم أبو سالم، فيما بدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الطعام منذ 26 مايو، معلنة أنها قدمت أكثر من 4.7 ملايين وجبة حتى الآن. ومع ذلك، امتنعت الأمم المتحدة عن التعاون مع المؤسسة، معتبرة أنها “تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية”.