استكمل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون سلسلة اللقاءات التي يعقدها مع رؤساء الوفود المشاركة في القمة العربية الطارئة في القاهرة.
وفي التفاصيل, التقى الرئيس عون امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعرض معه العلاقات اللبنانية- القطرية والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وبعد ان قدم الشيخ تميم التهنئة لرئيس الجمهورية بانتخابه، شدّد على استعداد بلاده مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، والمساعدة في دعم مشاريع حيوية كتطوير قطاع الكهرباء.
وفي ختام اللقاء، تبادل الرئيس عون والشيخ تميم الدعوات الرسمية لزيارة البلدين.
والتقى الرئيس عون الملك لأردني عبدالله الثاني بن الحسين في حضور اعضاء الوفدين اللبناني والأردني إلى القمة، وبحث معه في العلاقات بين البلدين والأوضاع العامة في المنطقة والوضع في سوريا في ضوء التطورات الأخيرة.
وشكر الرئيس عون العاهل الأردني على الدعم الذي تقدمه المملكة الهاشمية للجيش اللبناني، وأكد الملك أن دفعة جديدة من الآليات العسكرية سترسل إلى لبنان لدعم الجيش.
كما التقى الرئيس عون الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، وأكد له على دعم السلطة الفلسطينية وتأييدها لكل الاجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية لتعزيز سيادة الدولة على كامل أراضيها وتطبيق القرار ١٧٠١.
وشكر الرئيس عون الرئيس عباس على تهنئته وجدد له موقف لبنان الداعم لحق الفلسطينيين في قيام دولتهم وعدم تهجيرهم، ولما ورد في مبادرة السلام العام ٢٠٠٢ في بيروت.
وفي كلمته خلال القمة العربية الطارئة بشأن القضية الفلسطينية في القاهرة, قال قال الرئيس عون: “لن نتخلى عن أرضنا ولن نترك أسرانا ولا سلام دون تحرير آخر شبر من أرضنا ولا سلام دون إقامة الدولة الفلسطينية”.
واشار الى ان “لبنان عانى كثيرا لكنه تعلم من معاناته ألا يكون ممرا أو مقرا للصراعات الدولية وأن مصالحه مع محيطه العربي. إن لبنان علّمني أولاً، أنّ فلسطينَ قضيةُ حق، والحقَ يحتاجُ دوماً إلى القوة، والقوةَ في نضالات الشعوب، هي قوةُ المنطق وقوةُ الموقف وقوةُ إقناعِ العالم وقوةُ حشدِ تأييدِ الرأي العام وقوةُ موازين القوى الشاملة”.
واضاف: “علّمني لبنانُ ثانياً، أنّ فلسطينَ قضيةٌ ثالوث: فهي حقٌ فلسطينيٌ وطني. وحقٌ عربيٌ قومي. وحقٌ إنسانيٌ عالمي. وأننا كلما نجحنا في إظهار هذه الأبعاد السامية لفلسطين، كلما نصرْناها وانتصرنا معها. بالمقابل، كلما حجّمناها وقزّمناها، إلى حدودِ قضيةِ فئةٍ أو جهةٍ أو جماعةٍ أو محور، وكلما تركنا فلسطينَ تُزجُّ في أزقةِ صراعاتٍ سلطويةٍ هنا، أو نزاعاتِ نفوذٍ هناك كلما خسرناها وخسرنا معها”.
وتابع: “علّمتني حروبُ لبنان أيها الإخوة، أنّ البُعدَ الفلسطيني لقضية فلسطين، يقتضي أن نكون دائماً مع شعبِها. أصلاً وفعلاً، أي أن نكونَ مع خياراته ومع قراراته. مع سلطاتِه الرسمية ومع ممثليه الشرعيين. أنْ نقبلَ ما يقبلُه شعبُها، وأن نرفضَ ما يرفضُه،علمتني حروب الآخرين في لبنان، أنّ البُعدَ العربي لقضية فلسطين، يفرضُ أن نكونَ كلُنا أقوياء، لتكونَ فلسطينُ قوية. فحين تُحتلُ بيروت، أو تُدمّرُ دمشق، أو تُهدّدُ عمّان، أو تئنُّ بغداد، أو تسقطُ صنعاء، يستحيل لأيٍ كان أن يدّعي، أنّ هذا لنصرة فلسطين”.
واكد اهمية ان تكون “بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها، إنه الطريقُ الأفضلُ لنصرةِ فلسطين”.