1296400.jpeg

يحيي السوريون، اليوم الاثنين، الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، فيما تواصل البلاد، التي أنهكتها الانقسامات، جهودها لترسيخ الاستقرار والانطلاق في مسار التعافي بعد حرب استمرت أكثر من عقد.وتشهد ساحة الأمويين في دمشق استعدادات مكثّفة للاحتفالات الرسمية، بعدما توافدت إليها حشود مبتهجة قبيل الثامن من كانون الأول، على أن تُستكمل الفعاليات في مناطق أخرى من البلاد.وكان الأسد قد غادر سوريا إلى روسيا قبل عام، إثر سيطرة قوى المعارضة بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع على العاصمة دمشق وإطاحتها بحكمه، بعد حرب تجاوزت 13 عاماً بدأت مع اندلاع الانتفاضة ضد نظامه. وخلال الأيام الأخيرة، احتفلت عدة مناطق بهذه الذكرى، إذ غصّت شوارع حماة يوم الجمعة بآلاف المواطنين الملوّحين بالعلم السوري الجديد، إحياءً لسيطرة مقاتلين بقيادة «هيئة تحرير الشام» على المدينة خلال تقدّمهم نحو دمشق آنذاك.وفي الشمال الشرقي، وجّهت الإدارة الذاتية الكردية تهانيها للسوريين بهذه المناسبة، لكنها منعت التجمعات والفعاليات لأسباب أمنية، محذّرة من نشاط «خلايا إرهابية» قد تستغل الحدث لزعزعة الاستقرار.وكان الشرع قد دعا، في خطاب ألقاه أواخر تشرين الثاني بمناسبة مرور عام على انطلاق الحملة التي انتهت بانتصار المعارضة، جميع السوريين إلى ملء الساحات تعبيراً عن الفرح وتأكيداً للوحدة الوطنية.ومنذ وصوله إلى السلطة، رسم الشرع مساراً سياسياً جديداً للبلاد، عبر إعادة تموضع سوريا خارج المحور الإيراني – الروسي، وتعزيز شراكاتها مع الولايات المتحدة ودول الخليج، بالتوازي مع تخفيف عدد من الدول الغربية جزءاً من عقوباتها على دمشق.وخلال مشاركته في منتدى الدوحة مطلع الأسبوع، قال الشرع إن «سوريا تعيش أفضل ظروفها الآن» رغم استمرار بعض بؤر العنف، مؤكداً التزامه بمحاسبة المسؤولين عنها. كما أوضح أن المرحلة الانتقالية التي يقودها ستمتد أربع سنوات تُبنى خلالها المؤسسات وتُسنّ القوانين ويُعدّ دستور جديد يُطرح على الاستفتاء قبل إجراء الانتخابات.يُذكر أن عائلة الأسد، التي تنتمي إلى الأقلية العلوية، حكمت سوريا على مدى 54 عاماً، فيما أسفرت الحرب التي اندلعت عام 2011 عن مئات آلاف القتلى وملايين النازحين، إضافة إلى نحو خمسة ملايين لاجئ في دول الجوار.

البحث