فرضت قوات الأمن السورية طوقًا أمنيًا مشددًا على مخيم في منطقة حارم بريف إدلب الشمالي، يُعتقد أنه يأوي مجموعة من المقاتلين المتطرفين الفرنسيين بقيادة عمر ديابي، المعروف باسم “عمر أومسن”، وذلك عقب اتهامات بخطف فتاة ورفضه تسليم نفسه للسلطات.
وأوضح العميد غسان باكير، قائد الأمن الداخلي في إدلب، أن المخيم تم تطويقه بالكامل، مع تثبيت نقاط مراقبة على أطرافه بعد تلقي عدة شكاوى، أبرزها بلاغ يفيد بخطف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة يقودها ديابي.
ورغم محاولات التفاوض، رفض ديابي تسليم نفسه وتحصن داخل المخيم، ما دفع الأجهزة الأمنية لتشديد الحصار وبدء اتخاذ “إجراءات قانونية وأمنية حازمة” وفق ما جاء في البيان الرسمي.
من جهته، أفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بوقوع اشتباكات محدودة بين القوات الأمنية والمقاتلين داخل المخيم، القريب من الحدود التركية، في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء – الأربعاء، في إطار عملية تهدف إلى القبض على مطلوبين للقضاء السوري وربما لتسليمهم إلى السلطات الفرنسية لاحقًا.
وتنتمي المجموعة المتحصنة داخل المخيم إلى تنظيم “فرقة الغرباء”، الذي يتزعمه ديابي، وهو فرنسي من أصل سنغالي صنّفته الولايات المتحدة كإرهابي دولي، وكان قد انتقل إلى سوريا عام 2013 بعد أن عمل سابقًا في مطعم بمدينة نيس الفرنسية. وتشير تقارير إلى ضلوعه في تجنيد عشرات الشبان الفرنسيين للقتال في سوريا، بينهم من يعيش حاليًا في ذلك المخيم مع عائلاتهم.
وفي تعليق لوكالة الأنباء الفرنسية، قال جبريل المهاجر، نجل ديابي، إن الاشتباكات اندلعت بعد منتصف الليل، مرجّحًا أن تكون مرتبطة بطلب فرنسي لتسليم اثنين من أعضاء المجموعة.
وتأتي هذه العملية الأمنية في سياق جهود أوسع تبذلها الإدارة السورية الجديدة منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، لترسيخ الأمن وملاحقة الجماعات المسلحة غير الخاضعة للسلطة.
وأفاد شاهد عيان في بلدة حارم بأن قوات الأمن نشرت وحداتها بشكل كثيف في محيط المخيم، وشوهدت آليات مسلحة تصل تباعًا إلى المنطقة. كما تحدث عن سماع دوي انفجارات متقطعة خلال الليل، ما دفع السكان إلى ملازمة منازلهم وتعطيل الدراسة مؤقتًا.