أعلنت السلطات الأمنية السورية، الجمعة، عن بدء عمليات تمشيط واسعة في اللاذقية وطرطوس لاستهداف فلول النظام السابق.
ووفقًا للمعلومات، فقد تمكنت القوات السورية من فرض سيطرتها على مركزي محافظتي طرطوس واللاذقية، بينما تستعد للتقدم نحو المناطق الريفية المجاورة.
وكانت الكمائن والهجمات التي نفذتها عناصر النظام السابق منظمة ومخططًا لها مسبقًا، مؤكدًا أن العملية الأمنية الحالية تُعد الأضخم من نوعها ضد فلول الأسد.
وقد شهدت الساعات الأخيرة من ليلة الخميس حتى فجر الجمعة مواجهات عنيفة بين الجيش السوري وعناصر من النظام السابق، عقب هجوم شنته هذه المجموعات على رتل عسكري أثناء مروره على طريق حلب – اللاذقية.
ورصدت كاميرات الإعلام تحرك قوة عسكرية كبيرة من مخيمات أطمة في ريف إدلب لدعم القوات السورية في معاركها بالساحل. كما توافد مئات الجنود إلى ساحة الأمويين في دمشق، استعدادًا للانطلاق نحو الساحل السوري لمواجهة بقايا النظام.
وفي تطور آخر، تعرض رتل عسكري سوري لكمين على الطريق نفسه، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أرتالًا عسكرية كبيرة متوجهة نحو الساحل السوري لتعزيز القوات هناك. كما تحرك رتل عسكري آخر من مدينة الباب، شرقي حلب، لدعم العمليات الأمنية ووزارة الدفاع في صد الهجمات.
من جانبه، أوضح القائد الميداني بالجيش السوري محمد حسين أن هذه التحركات العسكرية تهدف إلى فرض الأمن في جميع أنحاء البلاد ومنع أي محاولات لتقسيمها، نافيًا أن تكون موجهة ضد طائفة معينة. وأضاف: “قوات وزارة الدفاع استجابت لنداء وزارة الداخلية بعد تعرضها لهجوم غادر من فلول النظام، وهدفنا الوحيد هو استعادة الأمن والاستقرار في كل الأراضي السورية”.
وفي جبلة، أسفرت هجمات متزامنة شنّتها فلول النظام السابق عن مقتل أكثر من 16 عنصرًا من قوات الأمن العام السوري. وتشهد المنطقة اشتباكات عنيفة بالقرب من الكلية البحرية، وسط وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من وزارة الدفاع لدعم العمليات هناك.
ونفت مصادر بوزارة الدفاع السورية التقارير التي تحدثت عن استهداف أحياء سكنية في جبلة بالمروحيات، مؤكدة أن هذه الطائرات استخدمت لملاحقة المجموعات المسلحة التي هاجمت قوات الأمن.
من جهته، أعلن مدير أمن اللاذقية السيطرة على هجمات الفلول في جبلة وريفها، بينما وثقت عدسات “العربية” و”الحدث” تحليق الطيران الحربي التابع لوزارة الدفاع في سماء اللاذقية. كما حصلت القنوات على مشاهد حصرية من داخل مدينة جبلة، بعد أن تمكنت القوات السورية من فرض سيطرتها الكاملة وطرد عناصر النظام السابق منها.
وشهدت حمص أيضًا تحرك أرتال عسكرية كبيرة باتجاه الساحل السوري، محملة بأسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ لدعم العمليات في ريف اللاذقية.
وفي ظل هذه التطورات، فرضت السلطات الأمنية السورية حظر تجوال في طرطوس من الساعة 10 مساءً حتى 10 صباحًا، تحسبًا لأي تحركات معادية.
وفي سياق آخر، أظهرت مقاطع فيديو تعزيزات عسكرية أرسلها الجيش التركي لدعم قواته في المناطق القريبة من مواقع “قسد” بريف الرقة، في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.