ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن سوريا تشهد تحولاً جذرياً مع انطلاق حملة شاملة لتفكيك اقتصاد الكبتاغون الذي ازدهر لعقود خلال عهد النظام السابق، في خطوة وُصفت بأنها بداية مرحلة جديدة من سيادة القانون ومحاربة شبكات المخدرات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس أحمد الشرع وضع «تطهير سوريا من الكبتاغون» في صدارة أولوياته منذ تسلّمه السلطة، وهو ما تُرجم ميدانياً بنتائج ملموسة، أبرزها تراجع الإنتاج والتهريب بنسبة تصل إلى 80%، وضبط مختبرات ومخازن كانت محصنة في السابق.
التقرير لفت إلى أن بعض عناصر الجيش وقوى الأمن في الحقبة الماضية جرى توريطهم في تعاطي الكبتاغون بشكل منهجي، فيما كشفت التحقيقات عن تورط شخصيات نافذة في القيادة السابقة في إدارة شبكات التهريب، مستخدمين الصناعات الدوائية والموانئ واجهة لنشاطاتهم.
وفي أحدث العمليات، تمكنت الأجهزة المختصة من ضبط ملايين الحبوب المخدّرة وأطنان من المواد الأولية والحشيش في كمائن على الحدود السورية – اللبنانية، وسط مواجهات مع مهربين فرّوا باتجاه الأراضي اللبنانية. كما جرى الكشف عن 13 مستودعاً و121 طناً من المواد الأولية، إلى جانب أكثر من 320 مليون حبة كبتاغون تمت مصادرتها منذ انطلاق الحملة.
ورغم التراجع الحاد في العرض، حذّرت الصحيفة من أن الطلب لا يزال مرتفعاً، وأن بعض الشبكات تحاول إعادة تمركزها في بؤر إقليمية رخوة، ما يستدعي تعزيز التعاون الدولي لتجفيف منابع التمويل وتطويق التهريب عبر الحدود.
وبحسب تقديرات دولية، فإن تجارة الكبتاغون وفّرت للنظام السابق عائدات وصلت إلى 5 مليارات دولار سنوياً، ما جعل من تفكيك هذه المنظومة تحدياً أمنياً واقتصادياً وتشريعياً بالغ التعقيد.