اختتمت دار الأزياء الفرنسية شانيل أسبوع الموضة في باريس بعرض مجموعة ربيع وصيف 2026، في أمسية اعتُبرت بداية حقبة جديدة للدار تحت قيادة مصممها الجديد ماثيو بلايزي، الذي يُعد أول مصمم من خارج الدار يتولى إدارتها الإبداعية منذ كارل لاغرفيلد عام 1983.
وشهد العرض حضوراً مكثفاً من محررين ومشترين ومصورين، في أجواء يطغى عليها الترقب لما سيقدمه بلايزي، وسط تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على معايير الدار العريقة وقيمها القائمة على الفخامة والبساطة والأناقة والخلود، التي أرستها مؤسسة الدار كوكو شانيل.
وقدم بلايزي مجموعة ركزت على الأزياء “المصممة لتُرتدى”، مع تصاميم تعكس جوهر إرث شانيل بأسلوب معاصر، حيث تنوّعت القصّات بين الأحجام المبالغ فيها والخطوط البسيطة، في لوحات مليئة بالحركة والملمس واللون، لتقدّم خيارات تناسب أنماطاً مختلفة من النساء.
ومع انطلاق الموسيقى وخفوت الأضواء، ظهرت العارضات في عرض أخذ طابعاً مدارياً، افتتحته بدلة صوفية بسيطة ذات رمزية قوية، تلتها إطلالات أعادت صياغة رموز شانيل الكلاسيكية مثل التويد، والتنانير المستقيمة، والسترات الأيقونية، لكن بروح جديدة، حيث بدا التويد أكثر تفكيكاً وخشونة، فيما تحوّلت زهرة الكاميليا الشهيرة إلى شكل أشبه بزهرة الداليا المتفجّرة.
كما ضمّت المجموعة فساتين بذيول طويلة مزينة بالريش المتحرك مع حركة العارضات، إلى جانب إكسسوارات وأغطية رأس لافتة، شملت تيجاناً من الريش، وأحذية متعددة الألوان، وسلاسل محفورة ومنقوشة. وظهرت حقائب بجلد مثنّى مع خياطات ظاهرة تعكس الحرفية والتاريخ، وأخرى بخطوط حادّة ذات طابع عصري، بمزيج يجمع بين روح الماضي ولمسات عصرية لامعة.
وحرصت الدار من خلال هذه المجموعة على تقديم تصاميم فخمة وخلاقة وأنيقة تحافظ على طابعها الخالد دون مبالغة، في عرض رأى فيه مراقبون أن ماثيو بلايزي نجح في تثبيت حضوره كمصمم قادر على الجمع بين الابتكار الفني والإبداع العملي، مع احترام إرث شانيل في آن واحد.