تعتبر مشاجرات الإخوة أمرًا طبيعيًا وشائعًا في معظم المنازل، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الأشقاء يختبرون أشكالًا من العدوانية الخفيفة. ولكن، ما هي الخطوات التي يمكن للوالدين اتخاذها للحد من هذه النزاعات وتشجيع علاقة إيجابية وسليمة بين أبنائهم؟
يقدم خبراء التربية خمس استراتيجيات فعالة لتعزيز التفاهم والوئام بين الإخوة:
- القدوة الحسنة في حل الخلافات: يؤكد الدكتور جيف جاروفانو، طبيب الأطفال النفسي، على أهمية الطريقة التي يتعامل بها الأهل مع نزاعاتهم الخاصة أمام الأبناء. فمشاهدة الأطفال لحلول سلمية ومحترمة للخلافات تعلمهم تقليد هذا السلوك في تعاملهم مع بعضهم البعض.
- التركيز على السلوك الإيجابي وتقديره: بدلًا من الانشغال فقط بالشجارات، ينصح الخبراء بالانتباه وتقدير السلوكيات الإيجابية بين الإخوة. فالثناء الصادق على التعاون أو اللطف يعزز تكرار هذه التصرفات المرغوبة.
- نظام مكافآت لتشجيع التعاون: يقترح الدكتور جاروفانو تطبيق نظام تحفيزي يعتمد على تجميع النقاط مقابل السلوكيات التعاونية، مثل الالتزام بالتعليمات أو اللعب بدون نزاع. يمكن استبدال هذه النقاط بمكافآت، مما يحفز الأطفال على العمل معًا بدلًا من التنافس.
- الهدوء والحيادية عند الشجار: عند وقوع خلاف، من الضروري تجنب إلقاء اللوم الفوري على أحد الطرفين. تبني موقف محايد وطرح أسئلة مفتوحة مثل “ماذا حدث؟” يساعد في تهدئة الأجواء ويقلل من شعور أي من الأطفال بالتحيز ضده.
- دور الوسيط لا القاضي في حل النزاعات: بدلًا من التدخل لفرض حل جاهز، يجب تعليم الأبناء كيفية الاستماع لآراء بعضهم البعض والتوصل إلى حلول وسط بأنفسهم. هذا ينمي مهارات التواصل وحل المشكلات لديهم في المستقبل.
من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات، يمكن للوالدين تحويل شجارات الإخوة من مصدر إزعاج إلى فرصة قيمة لتعليم أبنائهم مهارات حياتية مهمة في بيئة يسودها الحب والدعم.