أفاد سكان ولاية فلوريدا الأمريكية بانتشار ضباب غامض برائحة “كيميائية” يعم مناطق متفرقة من الولاية مرة أخرى، ما أثار مخاوفهم بشأن صحتهم وسلامتهم.

وأصدرت خدمة الطقس الوطنية (NWS) تحذيرات من الضباب الكثيف بالقرب من جاكسونفيل وتالاهاسي من يوم الثلاثاء حتى صباح الأربعاء.وعلى الرغم من أن الضباب ظاهرة طبيعية في المنطقة، إلا أن السكان أكدوا أن ما يشاهدونه هذه المرة “غير طبيعي”، حيث قال أحد المقيمين في مقاطعة ليك: “الضباب كثيف جدا، إنه ليس ضبابا طبيعيا”. بينما ذكر آخر أن الضباب يشبه الدخان، على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي حرائق في المنطقة.

كما أبلغ العديد من السكان عن أعراض صحية بعد تعرضهم للضباب، بما في ذلك السعال، والتهاب الحلق، والاحتقان، وتهيج العين، والخمول، وفقدان الشهية، ومشاكل في الجهاز الهضمي.وجاءت هذه التقارير بعد أسابيع فقط من ظهور ضباب كثيف مماثل في المنطقة الشهر الماضي، والذي وصفه السكان بأنه ذو رائحة معدنية.

وكانت أولى التقارير عن هذا الضباب الغامض قد ظهرت في ديسمبر الماضي، عندما أبلغ سكان في مختلف أنحاء البلاد عن ضباب كثيف ذو رائحة كيميائية يغطى مدنهم.

وعلى الرغم من تراجع التقارير في الأسابيع الماضية، إلا أن سكان فلوريدا يواجهون الآن موجة جديدة مما يعتقدون أنه يتسبب في إصابتهم بالأمراض. ونشر العديد من السكان صورا للضباب الكثيف الرمادي الذي يغطي مناطقهم، معربين عن اعتقادهم بأنه قد يكون جزءا من هجوم كيميائي أو بيولوجي.

كما عبر السكان عن غضبهم من مسؤولي الولاية والحكومة المحلية لعدم اعترافهم بالضباب، الذي يرونه تهديدا مباشرا للصحة العامة.

وفي كانون الثاني الماضي، أثارت تقارير عن الضباب الغامض مخاوف من تكرار تجربة “عملية رذاذ البحر” (Operation Sea Spray)، وهي تجربة سرية أجرتها البحرية الأميركية في عام 1950 لاختبار قابلية المدن الكبرى للهجوم البيولوجي.وخلال التجربة، تم رش كميات كبيرة من البكتيريا في الهواء قبالة ساحل سان فرانسيسكو، ما تسبب في إصابة 11 شخصا بعدوى خطيرة. ومع ذلك، نفى الخبراء وجود أي أدلة تشير إلى أن الضباب المسبب للأمراض هو جزء من تجربة مماثلة.

البحث