كشف أحد أبرز استشاريي أمراض الدم في المملكة المتحدة عن تجربته الشخصية مع مرض السرطان، مشدداً على أهمية الوقاية كأساس حقيقي لمواجهة المرض بدلاً من انتظار لحظة التشخيص.
الطبيب أدريان بلور، الذي يعمل في مؤسسة “كريستي” لعلاج السرطان في مانشستر التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، تحدث عن إصابة والده بسرطان البروستاتا في الستينيات من عمره، وخضوعه للعلاج لسنوات قبل وفاته، قائلاً إن هذه التجربة أثرت بعمق في نظرته للمرض، لا سيما بعدما بلغ الرابعة والخمسين، وهو تقريباً عمر تشخيص والده.
وأوضح أنه أجرى مؤخراً اختباراً على البروستاتا وكانت نتائجه مطمئنة، لكنه أكد أن وجود تاريخ عائلي للإصابة يزيد احتمالية المرض. وأشار بلور إلى أن واحداً من كل شخصين في بريطانيا يُصاب بالسرطان خلال حياته، مضيفاً أن كثيراً من مرضاه يطرحون أسئلة عن النظام الغذائي أو المكملات بعد الإصابة، فيما يكون الوقت حينها قد تأخر نسبياً، ما يجعل الوقاية والكشف المبكر أكثر أهمية.
وقال إن المملكة المتحدة تحقق نتائج أقل مقارنة بدول أخرى ذات دخل مرتفع رغم توفر العلاجات الحديثة والكوادر الطبية المتخصصة، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى عوامل نمط الحياة ومعدلات السمنة والقدرة على الاكتشاف المبكر.
وأوضح أن بعض عوامل الخطر خارجة عن إرادة الإنسان، مثل التركيبة الجينية أو التلوث والأشعة فوق البنفسجية، لكنه أكد في الوقت نفسه أن هناك خيارات عديدة يمكن أن تحد من الخطر، من بينها الإقلاع عن التدخين وتقليل شرب الكحول، وتجنب المضادات الحيوية غير الضرورية التي قد تضر بميكروبيوم الأمعاء وتضعف المناعة، إضافة إلى تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل التوت والسبانخ للحد من الإجهاد التأكسدي.
كما شدد على أهمية تلقي اللقاحات الضرورية مثل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، والفحص المبكر وعدم تجاهل الأعراض غير المبررة. ولفت أيضاً إلى أن انتظام النوم وعدد ساعاته يلعبان دوراً في دعم الجهاز المناعي وتقليل المخاطر، مشيراً إلى أن بعض الدراسات ربطت اضطراب النوم بزيادة احتمال الإصابة مع مرور الوقت.
واختتم الطبيب بالقول إن بعض أسباب السرطان ترتبط بالصدفة والعوامل البيئية، لكن تقليل الضرر اليومي على الجسم والاهتمام بخيارات الوقاية يمثلان أفضل فرصة للحد من احتمالية الإصابة.