القهوة

رغم أن القهوة تعتبر عادة صباحية لا يتخلى عنها الملايين حول العالم، أطلقت أخصائية التغذية الأمريكية روندا باتريك تحذيراً أثار جدلاً واسعاً بشأن بعض طرق تحضير القهوة التي قد تحمل مخاطر صحية خفية، تشمل زيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.

في فيديو نشرته عبر منصة X وحظي بأكثر من 1.9 مليون مشاهدة، أوضحت باتريك أن طرق التحضير الشائعة مثل الفرنش برس، الإسبريسو، والقهوة المغلية تفتقر إلى استخدام الفلترة الورقية، ما يسمح بتسرّب مركبات زيتية طبيعية تُعرف باسم “الديتيربينات” (Diterpenes) إلى المشروب.

وأشارت إلى أن التعرض المزمن لهذه المركبات ارتبط علمياً بزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس والحلق، بالإضافة إلى رفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الجسم خلال أسابيع قليلة من الاستهلاك المنتظم.

القهوة ليست العدو.. بل طريقة التحضير
على الرغم من هذه التحذيرات، أكدت باتريك أن القهوة نفسها تحتوي على مركبات مفيدة مثل البوليفينولات، التي تعد مضادات أكسدة قوية تساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 50%، وتقليل تلف الحمض النووي المرتبط بتكوّن الأورام بنسبة 23%.

وأوضحت أن مفتاح الاستفادة من فوائد القهوة وتقليل مخاطرها يكمن في طريقة التحضير.

وبحسب الخبراء، تعتبر القهوة المقطّرة باستخدام فلتر ورقي أو التحضير البارد (Cold Brew) من أفضل الطرق، شرط تجنب استخدام الأواني البلاستيكية. فهذه الطرق تساعد على الاحتفاظ بالمركبات المفيدة ومنع انتقال المواد الضارة، مما يجعلها خيارات صحية أكثر، بحسب تقرير نشرته صحيفة “دايلي ميل”.

القهوة الفورية وكبسولات الإسبريسو تحت المجهر
حذرت باتريك أيضاً من استخدام أدوات التحضير البلاستيكية، مشيرة إلى أن الحرارة تسرّع من تسرّب الميكروبلاستيك والمواد الكيميائية الضارة إلى القهوة.

كما نبهت إلى ضرورة الحذر من كبسولات الإسبريسو الجاهزة، التي قد تطلق مركبات ضارة عند مرور الماء الساخن خلالها.

أما القهوة الفورية، فذكرت باتريك أنها تحتوي على ضعف كمية مادة “الأكريلاميد” مقارنة بالقهوة الطازجة. هذه المادة، التي تصنفها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان على أنها “مادة يُشتبه بأنها مسرطنة للبشر”، تتكون أثناء تحميص البن بدرجات حرارة عالية.

وفي هذا السياق، أشارت بيانات رابطة القهوة البريطانية إلى أن نحو 80% من الأسر في المملكة المتحدة تعتمد على القهوة الفورية، لا سيما بين الفئات العمرية فوق 65 عاماً، ما يطرح تساؤلات حول ضرورة تعزيز الوعي بطرق تحضير القهوة الصحية، خصوصاً لدى الفئات الأكثر استهلاكاً.

البحث