هناك مجموعة متنوعة من الأنشطة والعادات اليومية التي يمكن أن تُسهم في تعزيز صحة الدماغ وتقليل خطر التدهور الإدراكي، بحسب تقرير نشره موقع برنامج “توداي” التابع لشبكة NBC الأميركية.
ويعد الخرف من أبرز الأمراض المرتبطة بتراجع القدرات الذهنية، إذ يصيب ما بين 5 إلى 8% من الأشخاص فوق سن الـ65، فيما تشير تقديرات “كليفلاند كلينك” إلى أن نحو نصف من هم في سن 85 عامًا فأكثر يعانون من نوعٍ ما من الخرف.
الخرف يؤثر على عدة وظائف معرفية مثل الذاكرة، واللغة، والتفكير المنطقي، والتنسيق الحركي، وكذلك المزاج والسلوك، مما ينعكس سلبًا على حياة المصاب ومن حوله.
الكارديو: السلاح الأقوى للوقاية
أشارت بروفيسورة ويندي سوزوكي، أستاذة علوم الأعصاب في جامعة نيويورك، خلال مشاركتها في برنامج “توداي”، إلى أن تمارين الكارديو هي الأفضل على الإطلاق للحد من خطر الإصابة بالخرف. فهذه التمارين الهوائية ترفع معدل ضربات القلب وتُحفّز إفراز عوامل نمو تساعد في تطوير منطقة الحُصين (المسؤولة عن الذاكرة)، وتحسين وظائف الفص الجبهي للدماغ.
وأضافت سوزوكي أن أي حركة للجسم تُفرز مواد كيميائية عصبية مفيدة، ووصفت ذلك بـ”حمام فقاعات كيميائية للدماغ”.
نمط الحياة أقوى من المتوقع
تشير التوقعات إلى تضاعف عدد كبار السن المصابين بالخرف بحلول عام 2060. لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن نمط الحياة قد يكون أكثر تأثيرًا من الجينات في الوقاية من المرض.
وأظهرت تجربة سريرية حديثة أن الجمع بين التمارين الهوائية، وتحفيز الدماغ، والنظام الغذائي الصحي يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بالخرف بل ويُبطئ من شيخوخة الدماغ بما يعادل عامين.
نصائح عملية من سوزوكي:
إذا لم تكن معتادًا على التمارين الهوائية، فلا داعي للقلق. حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي السريع في المتجر، أو تمضية وقت أطول في الحديقة، أو الرقص في أوقات الفراغ يمكن أن تُحقق فارقًا.
كما حرصت سوزوكي على مشاركة بعض العادات الشخصية التي تتبعها للحفاظ على صحة دماغها:
النوم المنتظم والكافي: النوم 8 ساعات يوميًا، في مواعيد ثابتة. فقد تبين أن النوم أقل من 6 ساعات يرفع خطر الخرف بنسبة 30-50%.
التأمل: يساعد على خفض ضغط الدم والقلق، وهما من عوامل الخطر للإصابة بالخرف.
الغذاء الصحي: اتباع نظام غذائي غني بالدهون المفيدة، الحبوب الكاملة، والخضراوات، مع الابتعاد عن الأطعمة المعالجة.
الحياة الاجتماعية: التواصل المستمر مع الأصدقاء والعائلة يُنشّط الدماغ، وتعتبر سوزوكي أن الصداقات عنصر أساسي في معادلة صحة الدماغ.