قبيل مغادرته إلى العاصمة الإيطالية روما للمشاركة في الجولة الخامسة من المحادثات النووية غير المباشرة مع الوفد الأميركي، وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة واضحة إلى واشنطن، رسم فيها معادلة صريحة: “لا تخصيب، لا اتفاق”.
وفي تغريدة عبر حسابه في منصة “إكس” اليوم الجمعة، قال عراقجي إنه يسير وفق الجدول المحدد للانضمام إلى المحادثات، مشيراً إلى أن التوصل لاتفاق “ليس أمراً صعباً” إن توفرت النوايا. وأضاف: “عدم وجود أسلحة نووية يعني وجود اتفاق. وعدم التخصيب يعني لا اتفاق… حان وقت اتخاذ القرار.”
خلافات قائمة ومخارج مفتوحة
ورغم تأكيده أمس استمرار وجود “خلافات جوهرية” مع واشنطن، إلا أن عراقجي أبدى مرونة في ملف التفتيش، مشيراً إلى انفتاح طهران على السماح بـ”مزيد من عمليات التفتيش” على منشآتها النووية، في خطوة يُنظر إليها كإشارة لاستعداد إيران لتقديم تنازلات شكلية مقابل الحفاظ على جوهر برنامجها.
التخصيب… عقدة المفاوضات
المحادثات الجارية منذ 12 أبريل بوساطة سلطنة عمان، شهدت 4 جولات وصفت بالإيجابية، لكنها لم تُفلح في تجاوز العقدة الأهم: تخصيب اليورانيوم داخل إيران. ففي حين ترفض الإدارة الأميركية السماح بالتخصيب حتى بنسبة 1%، تعتبر طهران هذا الحق “خطاً أحمر” لا مساومة عليه.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لمح إلى حل وسط محتمل، باقتراح استيراد إيران لليورانيوم المخصب من الخارج، بما يتيح رقابة دولية على الكميات والنسب، لكن دون المساس بجوهر البرنامج الإيراني.
وبينما تتجه الأنظار إلى جولة روما، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تشهد هذه الجولة “تخصيب التفاهمات”، أم تدفن ما تبقى من أمل في اتفاق؟