فضيحة في مختبر أميركي

في حادثة غير مسبوقة أثارت ضجة عالمية، أغلق مختبر حكومي أمريكي متخصص في دراسة أخطر الأمراض في العالم، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. الحادثة وقعت بعد مشاجرة بين عالمين كانا على علاقة عاطفية، وهو ما أدى إلى حدوث ثغرة في نظام الأمان الحيوي للمختبر.

المختبر، الذي يقع في فريدريك بولاية ماريلاند، هو واحد من المنشآت التي تتعامل مع أخطر الفيروسات مثل إيبولا وحمى لاسا، ويشرف عليه المرفق الذي يتم تمويله من دافعي الضرائب الأمريكيين. لكن ما كان من المفترض أن يكون مركزًا للبحث العلمي الحيوي، تحول إلى مصدر للقلق بعدما تسبب أحد العلماء في إحداث ثقب في معدات الحماية الخاصة بزميلته، أثناء مشادة عنيفة بينهما.

إغلاق غير مسبوق

الواقعة أثارت غضب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية (HHS)، مما دفعها إلى اتخاذ قرار بإغلاق المختبر في 29 أبريل الماضي، حيث توقفت جميع الأبحاث الجارية داخل المنشأة. ومن المتوقع أن يستمر هذا الإغلاق حتى يتم التأكد من أن المختبر يفي بجميع معايير الأمان.

ويأتي هذا القرار في وقت حساس، خاصة وأن المختبر هو واحد من 12 مختبرًا فقط في الولايات المتحدة التي تمتلك الترخيص للتعامل مع مسببات الأمراض من الفئة الرابعة (BSL-4)، وهي أخطر الفيروسات المعروفة التي يمكن أن تهدد حياة البشر.

اتهام بالتستر

مديرة المختبر، الدكتورة كوني شمالمون، كانت أيضًا في دائرة الاتهام، حيث تم اتهامها بالتستر على الحادث وعدم إبلاغ السلطات المعنية بشكل فوري. وهو ما جعل القضية تأخذ منحى أكثر تعقيدًا من مجرد حادثة فردية إلى فضيحة إدارية قد تهدد سمعة المنشأة.

انكشاف الثغرات في الأنظمة الأمنية

التحقيقات التي تلت الحادثة أظهرت أن المختبر لم يكن في المرة الأولى التي يتعرض فيها لمشاكل في أنظمة الأمان. فقد سبق أن شهد الحادثة الشهيرة لتسرب بكتيريا الجمرة الخبيثة عام 2018 بسبب خطأ في التعامل مع النفايات الخطرة. هذه الحوادث المتكررة تجعل الناس يتساءلون عن مدى فعالية الإجراءات الأمنية المتبعة في هذه المنشآت الحساسة.

القلق العالمي

تأتي هذه الحادثة في وقت حساس للغاية، خاصة في ظل النقاشات الدائرة حول أمان المختبرات البيولوجية، لا سيما بعد النظريات التي تشير إلى تسرب فيروس “كوفيد-19” من مختبر ووهان في الصين. الحادثة الأخيرة سلطت الضوء على حقيقة أن العامل البشري قد يكون الحلقة الأضعف في أي نظام أمني، مهما كان متطورًا.

في هذا السياق، يبذل المسؤولون الأمريكيون جهودًا لطمأنة الرأي العام، حيث أكدوا أن جميع العينات الخطرة قد تم تأمينها وأن الحيوانات المخبرية الموجودة في المنشأة ما زالت تحت الرقابة. لكن الحادثة تبقى بمثابة جرس إنذار للأخذ في الاعتبار ضرورة مراجعة وتحديث أنظمة الرقابة والسلامة في المختبرات التي تتعامل مع مسببات الأمراض الخطيرة.

هذه الفضيحة تشير إلى ضرورة إعادة النظر في كيفية إدارة المختبرات البيولوجية، التي تمثل تهديدًا حقيقيًا إذا لم يتم الحفاظ على أعلى معايير السلامة. في عالم يشهد تزايدًا في التهديدات البيولوجية، يصبح أي إهمال مهما كان صغيرًا قد يؤدي إلى نتائج كارثية على مستوى البشرية.

البحث