كشف علماء آثار بقيادة الدكتورة روث شيدي سوليس عن مقبرة استثنائية في موقع أسبيرو الأثري، الذي يعد أحد المراكز الهامة لحضارة كارال-سوبيه، أقدم حضارة معروفة في الأمريكتين والتي ازدهرت بين حوالي 3000 و1800 قبل الميلاد، وفقًا لإعلان رسمي من حكومة بيرو.
عثر الباحثون داخل المقبرة على بقايا امرأة من الطبقة العليا محفوظة بشكل جيد، حيث بقي جلدها وشعرها وأظافرها في حالة سليمة. وقد تم لف الجثة بعناية في نسيج قطني، وتغطيتها بحصيرة من القصب ولوحة مصنوعة من ريش الببغاء.
تشير التحليلات الأولية إلى أن الرفات تعود لامرأة تراوحت بين العشرين والخامسة والثلاثين من العمر، ويبلغ طولها حوالي 1.5 متر. وكانت المرأة ترتدي غطاء رأس يشير إلى مكانتها الاجتماعية المرموقة. وتعتبر لوحة الريش المكتشفة ذات قيمة خاصة، حيث تمثل واحدة من أقدم الأمثلة المعروفة لفن الريش في منطقة جبال الأنديز.
يرى الخبراء أن هذا الاكتشاف يمثل دليلًا على الحرفية المتقدمة والتفكير الرمزي الذي تميز به شعب كارال. وتشير المجموعة الفريدة من القطع الجنائزية وطقوس الدفن المتقنة إلى المكانة الاجتماعية الرفيعة التي كانت تتمتع بها هذه المرأة. ويؤكد العلماء أن هذا الاكتشاف يعزز الأدلة المتزايدة على الدور الهام الذي لعبته المرأة في مجتمع كارال-سوبيه.
يعمل حاليًا فريق بحثي متعدد التخصصات على دراسة الحالة الصحية للمرأة ونظامها الغذائي وسبب وفاتها، بالإضافة إلى تحليل أصول ودلالات القطع الجنائزية المصاحبة للرفات.