نجح علماء في جامعة قازان الفيدرالية بروسيا في تطوير مركب عضوي معدني جديد يتمتع بخصائص مضادة للأورام، مستخلص من معدن “الزيوليت الذكي”، ويُعتبر واعدًا في علاج سرطان الأمعاء وتعزيز التعافي بعد الإصابة.
ويواجه الأطباء تحديًا كبيرًا في استخدام البروتينات العلاجية عن طريق الفم، بسبب ضعف استقرارها داخل الجهاز الهضمي، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور فعاليتها بسرعة، خاصة في بيئة المعدة الحمضية. ولهذا السبب، يتجه الباحثون لاستخدام إنزيمات الريبونوكلياز (RNase) كمضاد للسرطان، لكنها تحتاج إلى ناقل يحميها من التحلل السريع.
لماذا “الزيوليت الذكي”؟
اختار فريق البحث معدن الزيوليت الطبيعي كمادة حاملة للدواء، لما له من خصائص مميزة، أبرزها:
- قدرته العالية على امتصاص السموم والنويدات المشعة والبكتيريا الضارة.
- كونه آمناً على الجسم، ولا يُخلّ بتوازن المواد المفيدة.
- انخفاض خطر الجرعة الزائدة عند استخدامه.
نتائج مشجعة
طوّر الباحثون طريقة لدمج إنزيم RNase في هذا المعدن، وأظهرت التجارب أن إطلاق الإنزيم من الزيوليت يتم تدريجياً ولمدة تتجاوز 20 ساعة، مع الحفاظ على نشاطه واستقراره داخل سوائل الجهاز الهضمي – وهي مدة تغطي تقريبًا كامل فترة عبور الطعام عبر الأمعاء (حوالي 30 ساعة).
الخطوة القادمة: التجارب السريرية
من المقرر أن تبدأ المرحلة التالية من البحث باختبارات على الحيوانات، تليها تجارب سريرية أولية على مرضى خضعوا للعلاج الإشعاعي، لتقييم فاعلية وسلامة الدواء.
ويُتوقع أن يستمر العلاج لأسبوع تقريبًا، بجرعتين إلى ثلاث جرعات يوميًا، بحسب تركيز إنزيم RNase في كل جرعة. ومع ذلك، لا تزال مسألة تحديد الجرعة المثلى قيد الدراسة.
هذا الابتكار قد يفتح باباً أمام جيل جديد من علاجات السرطان الفموية الفعالة والأقل ضرراً.