في خطوة علمية جديدة، أعلن علماء من معهد كارنيغي للعلوم عن رصد كويكب نادر يُعرف باسم 2025 SC79، ينتمي لفئة من الكويكبات القريبة من الأرض التي تدور بشكل كامل داخل مدار كوكبنا — وهي من أصعب الأجرام السماوية في الرصد.
يتميّز هذا الكويكب بمسار مداري غير تقليدي، إذ يتحرك بسرعة كبيرة حول الشمس، قاطعًا مدارَي الزهرة وعطارد، في دورة لا تستغرق سوى 128 يومًا. وبهذا يُعد ثالث أسرع كويكب معروف حتى اليوم.
ويندرج الكويكب ضمن مجموعة “أتيرا” النادرة، التي تضم أجرامًا سماوية صغيرة تدور بالكامل داخل مدار الأرض. وقد جرى اكتشافه باستخدام تلسكوب بلانكو في تشيلي، المزود بكاميرا متطورة لرصد الأجسام الخافتة قرب وهج الشمس.
ويقدّر العلماء قطر الكويكب بحوالي 700 متر، ما يجعله ضخمًا بما يكفي ليمثّل خطرًا حقيقيًا إذا ما اصطدم بالأرض. لكن رغم قربه النسبي، يصعب رصده لأن ضوء الشمس القوي يحجبه معظم الوقت، ولا يظهر إلا في فترات محدودة عند الفجر أو الغروب.
ومن المقرر أن يواصل الباحثون دراسة هذا الجرم السماوي بعد خروجه من خلف الشمس، لفهم تركيبه ومدى تحمّله للحرارة، إلى جانب تتبع تاريخه ومداره الحالي.
ويأمل العلماء أن تسهم دراسة هذه الكويكبات “الخفيّة” في الكشف عن أسرار تطوّر النظام الشمسي، إلى جانب تعزيز استراتيجيات حماية الأرض من الأجسام القريبة المحتملة الخطر.