عمرو دياب

رغم تغيّر الأذواق وتعاقب الموجات الموسيقية على مدى أكثر من أربعة عقود، لا يزال نجم الغناء المصري والعربي عمرو دياب، المعروف بلقب «الهضبة»، يحتفظ بمكانته في صدارة المشهد الفني، وهو يحتفل اليوم بعيد ميلاده الرابع والستين وسط سيل من التهاني من جمهوره في العالم العربي وخارجه.

وُلد عمرو عبد الباسط عبد العزيز دياب عام 1961 في مدينة بورسعيد، وبرز صوته منذ طفولته حين غنّى النشيد الوطني في احتفال وطني وهو في السادسة من عمره، في لحظة كانت الشرارة الأولى لرحلة فنية استثنائية صنعت أسطورة لا تُشبه سواها.

من المحلية إلى العالمية

انتقل دياب إلى القاهرة ليلتحق بمعهد الموسيقى العربية، حيث صقل موهبته علمياً قبل أن يطلق أول ألبوماته «يا طريق» عام 1983، فاتحاً الباب أمام مسيرة فنية حملته إلى القمة بثبات.

وكان ألبوم «نور العين» (1996) نقطة التحوّل الكبرى، إذ مزج فيه بين الإيقاعات الشرقية والنغمات الغربية الحديثة، فغزت أغنيته العالم لتُبث في محطات أوروبية وأميركية، وتصبح رمزاً لجيل كامل. تلتها أعمال رسّخت نجاحه مثل «تملي معاك» (2000) و«أكتر واحد» (2001) و«الليلادي» (2007) و«وياه» (2009)، وصولاً إلى ألبوماته الحديثة «سهران» و«أنا غير» و«ابتدينا».

التجديد والإبداع

نجح دياب في الحفاظ على صلته بجمهوره الشاب بذكاء، من دون أن يتنازل عن هويته الفنية. وقد حصد سبع جوائز «World Music Awards» كأكثر فنان مبيعاً في الشرق الأوسط، ودخل موسوعة غينيس كأكثر مطرب عربي حصولاً على الجائزة نفسها.

واعتبرته الصحافة الغربية أحد مؤسسي «موسيقى البحر المتوسط» لما أحدثه من نقلة نوعية في شكل الأغنية العربية، بينما توالت عليه الجوائز والتكريمات، بينها جائزة «بيلبورد» العربية عام 2024 وجوائز «ديرجست» في أعوام عدة.

بين الأضواء والخصوصية

ورغم حرصه على الخصوصية، لم تخلُ حياة دياب من الجدل. فقد تصدّرت حياته الشخصية العناوين مراراً، ولا سيما بعد زواجه من الفنانة شيرين رضا ثم زينة عاشور، وعلاقته اللاحقة بالفنانة دينا الشربيني.

كما شهد العام الماضي أزمة بعد إحالته إلى محكمة الجنح إثر واقعة صفع شاب في حفله بالقاهرة، فيما أعاد عام 2025 إشعال الخلافات القديمة مع الفنان تامر حسني بعد منشور متبادل بينهما على مواقع التواصل.

نجاح لا يشيخ

بعد أكثر من 40 عاماً في عالم الفن، ما زال «الهضبة» يتصدر الساحة الغنائية بثقة. فقد حقق ألبومه الجديد «ابتدينا» في 2025 نجاحاً واسعاً، متربعاً على قوائم الاستماع في العالم العربي، بفضل مزيجه المتقن بين الحداثة والإيقاع الشرقي، ومشاركة ابنته جانا في أغنية «خطفوني» التي لاقت تفاعلاً لافتاً.

عمرو دياب، الذي صار جزءاً من الذاكرة العربية، يثبت عاماً بعد عام أن «الهضبة» لا تنحني… وأن الزمن بالنسبة إليه مجرد لحن آخر يعزفه بإتقان.

البحث