في تحول لافت على ساحة وول ستريت، استعادت صناديق التحوط الانتقائية بريقها خلال عام 2025، مستفيدة من بيئة الأسواق المتقلبة لجذب تدفقات نقدية كبيرة لأول مرة منذ نحو عقد، بعد سنوات من الأداء المتذبذب والخسائر المتراكمة.
فقد استقطبت صناديق “اللونغ-شورت”، التي تراهن على ارتفاع وانخفاض أسعار الأسهم، نحو 10 مليارات دولار في النصف الأول من العام الحالي، وفقاً لبيانات “Hedge Fund Research”، بعد موجة انسحابات تجاوزت 120 مليار دولار منذ عام 2016.
وحققت أسماء بارزة مثل TCI بقيادة كريس هون، وEgerton التابعة لجون أرميتاج، عوائد ثنائية الرقم حتى يونيو، مما عزز ثقة المستثمرين في قدرة هذه الصناديق على اقتناص الفرص رغم التقلبات.
وصرحت زلاتا غليسون، الشريكة في “Indus Capital”، بقولها:
“سوق اختيار الأسهم عاد بقوة… التقلبات الحالية أشبه بركوب الأفعوانية، وهنا يتألق صائدو الأسهم”.
وبحسب بيانات “PivotalPath”، سجلت الاستراتيجية متوسط عائد بلغ 9.2% في النصف الأول من 2025، بينها 3.5% في شهر يونيو وحده، وهو أداء لافت بعد تسع سنوات من التراجع.
الشرارة انطلقت من قرار مفاجئ أطلقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في أبريل، عندما فرض رسوماً جمركية مفاجئة ضمن ما وصفه بـ”يوم التحرير”، ما أدى إلى هزة عنيفة في الأسواق، سرعان ما تبعها انتعاش حاد – بيئة وصفها مديرو التحوط بالمثالية لاستراتيجيات البيع والشراء النشطة.
أداء لافت في لندن ونيويورك
صناديق مثل TCI وEgerton وكينتبوري سجلت مكاسب تفوق 20% في لندن.
في الولايات المتحدة، قفزت أرباح صناديق مثل Maverick وD1 Capital Partners إلى مستويات بين 14% و20%.
أما SurgoCap Partners بقيادة مالا غاونكار، فحققت 17% حتى الآن في 2025 بعد قفزة 33% في 2024، لترتفع أصولها إلى 5 مليارات دولار خلال عامين فقط من انطلاقها.
ورغم هذا الزخم، أبدى بعض المستثمرين الحذر، حيث أشار مدير مكتب عائلي أوروبي إلى أن الأداء القوي الأخير لا يُلغي حقيقة أن السنوات الماضية كانت متقلبة بشكل غير مسبوق.
خلاصة: عادت صناديق التحوط لتكون لاعبًا رئيسيًا في السوق، وسط مشهد استثماري يكافئ الدقة والجرأة، ويعاقب العشوائية والتردد. فهل يستمر هذا الاتجاه؟ أم أن تقلبات وول ستريت تخبئ مفاجآت جديدة؟