ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران الياس عودة، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت. وبعد تلاوة الإنجيل، ألقى عظة ركّز فيها على قيمة الغفران كدعامة أساسية للحياة المسيحية وللسلام الاجتماعي.
وقال عودة إن “الحياة المسيحية ليست طقوسًا أو معرفة لاهوتية وحسب، بل هي تطبيق عملي ومسيرة نحو التشبه بالمسيح الذي غفر لصالبيه وهو على الصليب”، مشددًا على أن “الرب البريء غفر لقاتليه، فكم بالحري ينبغي علينا نحن الخطأة المديونين أن نغفر لإخوتنا”. واستشهد بما قاله القديس إسحق السرياني: “القلب الرحوم هو موضع سكنى الله، ومن لا يرحم فقد أغلق قلبه عن نعمة الروح”.
وأضاف أن مثل اليوم هو دعوة عملية للغفران، داعيًا المؤمنين إلى أن يتذكروا دوماً “كم أسأنا نحن إلى إخوتنا وإلى الله، وكم غفر لنا بدم ابنه”، مشيرًا إلى أن الغفران لا يُعد منّة أو فضلًا على الآخرين، بل هو “حفظ لغفران الله علينا، وخبرة لحرية القلب وسلامه”.
وتابع: “إذا وجدنا قلبنا عاجزًا عن الغفران، فلنطلب إلى الله أن يلينه، ولنترك له الحكم العادل علينا وعلى من أساء إلينا”. واعتبر أن لبنان بأمسّ الحاجة اليوم إلى الغفران وتجاوز الأحقاد والخلافات، والتعلّم من الماضي لبناء مستقبل أكثر سلامًا واستقرارًا وأمانًا وازدهارًا.
ولفت إلى أن “وحدهما الغفران والمسامحة قادران على انتشال البلد من دوامة الصراعات والاتهامات والإدانات المتبادلة”، مستشهدًا بقول بولس الرسول: «الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله» (رو 3: 23)، وبالآية الإنجيلية: «ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله» (مت 19: 17). وأكد أن الغفران يتطلب توبة صادقة وتواضعًا من الجميع للاعتراف بأخطائهم، أياً كان حجمها، متذكّرين قول الرب: «أيها العبد الشرير، كل ما كان عليك تركته لك لأنك طلبت إلي، أفما كان ينبغي أن ترحم أنت أيضًا رفيقك كما رحمتك أنا؟».