أفادت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، بوصول 326 قتيلا فلسطينيا إلى مستشفيات القطاع في أحدث حصيلة للضحايا في سلسلة المجازر التي ترتكبها إسرائيل منذ عودة الحرب. وقالت الوزارة في بيان: “وصل مستشفيات قطاع غزة 326 شهيدا حتى اللحظة (08:00 ت.غ)، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الاحتلال منذ ساعات فجر اليوم على قطاع غزة”.
تأثير الحرب على المدنيين
ذكرت صحيفة “غارديان” أن غرفة الطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح كانت امتلأت بعد دقائق من موجة الغارات الجوية الإسرائيلية التي خرقت وقف إطلاق النار. وقد وصل حوالي ثلث المصابين إلى المستشفى وهم دون سن 14. وقال الجراح المتطوع مارك بيرلماتر: “لم يكن هناك في أي لحظة أقل من 65 شخصًا في قسم الطوارئ، جميعهم مصابون بجروح مفتوحة، ومعظمهم من النساء والأطفال”. وأضاف “كانت الأرضية غارقة بالدماء”.
في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، كانت الأوضاع مشابهة، حيث قالت تانيا حاج حسن، طبيبة العناية المركزة للأطفال: “كانت هناك موجات متتالية، وبمجرد وفاة المرضى أو نقلهم إلى مكان آخر، يتوافد المزيد. كانت الفوضى عارمة”.
ارتفاع حصيلة الضحايا
مسؤولون طبيون فلسطينيون أفادوا بأن أكثر من 200 شخص قتلوا صباح الثلاثاء وحده، في الوقت الذي قالت فيه إسرائيل إنها قصفت 80 هدفًا “إرهابيًا” في غضون 10 دقائق. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن إجمالي عدد القتلى في الحرب المستمرة منذ 18 شهرا وصل إلى أكثر من 50 ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 113 ألف جريح.
قصص من قلب الحرب
فيروز سيدهوا، جراحة صدمات متطوعة من كاليفورنيا، وصفّت كيف أخبرت والد فتاة في الرابعة أن ابنته لن تعيش أكثر من بضع دقائق، وطلبت منه أن “يأخذها إلى الخارج ويصلي معها ففعل”. كما روى أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال والتوليد، عن نقل 300 شخص إلى مستشفى ناصر يوم الثلاثاء، حيث لم ينجُ منهم سوى القليل، وتوفي حوالي 85 شخصًا، بينهم نحو 40 طفلًا تتراوح أعمارهم بين عام واحد و17 عامًا.
الإصابات الخطيرة
من بين الضحايا كان هناك صبي يبلغ من العمر 10 سنوات مصاب بقطع في الحبل الشوكي، أصيب بالشلل التام أسفل الرقبة، وكان غير قادر على التنفس من دون مساعدة. كما كانت هناك طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات بها إصابات متعددة بالشظايا، ومن غير المرجح أن تتمكن من الكلام في المستقبل.
أزمة الرعاية الصحية في غزة
رغم أن 22 مرفقًا صحيًا من أصل 35 لا يزال يعمل في غزة، إلا أنها لا تقدم سوى جزء ضئيل من الخدمات التي كانت تقدمها قبل الحرب. وصرحت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، بأن جميع هذه المرافق “مُثقلة” وتعاني من نقص في الإمدادات الأساسية.
في نفس السياق، قال الدكتور خميس الإيسي، طبيب أعصاب واختصاصي ألم في مستشفى الأهلي بمدينة غزة، إن هناك نقصًا كبيرًا في مسكنات الألم للعديد من مرضى السرطان، وأضاف: “لدينا مئات الآلاف في غزة يعانون من أمراض مزمنة، إنهم بحاجة إلى الرعاية المناسبة، لكن الظروف مزرية. لا توجد مياه شرب نظيفة، وأنظمة الصرف الصحي مدمرة بالكامل. الناس مرعوبون”.