قصر الباشا


وسط الركام والدمار الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية، بدأ فنيون وعمال فلسطينيون في قطاع غزة جهوداً عاجلة لإنقاذ ما تبقى من “قصر الباشا” التاريخي، بعد أن تعرض للتدمير ونهب نحو 20 ألف قطعة أثرية نادرة، وفق مسؤولين فلسطينيين.

ويستخدم الغزيون أدوات بسيطة للبحث عن القطع الأثرية المتناثرة داخل القصر وإجراء المعالجات الأولية للحفاظ على ما تبقى من هوية غزة التاريخية. ويعود تاريخ القصر إلى العصر المملوكي (1250-1517) ويقدر عمره بنحو ثمانية قرون، كما يضم قطعاً أثرية مهمة من العصور البيزنطية والرومانية والعثمانية، بحسب حمودة الدهدار، خبير التراث الثقافي في مركز حفظ التراث ببيت لحم.

وأوضح الدهدار أن القصر تعرض لتدمير واسع خلال الحروب الإسرائيلية السابقة، قبل أن تعيد السلطة الفلسطينية ترميمه بعد انسحاب إسرائيل عام 1994 وتحويله إلى متحف يضم مقتنيات تاريخية ثمينة. حالياً، تُنسّق فرق التراث مع مؤسسات محلية ومركز حفظ التراث في بيت لحم لتنفيذ مشروع إنقاذ عاجل يشمل استخراج القطع الأثرية المتبقية ومعالجة الأجزاء القابلة للترميم.

من جهته، أكد إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الجيش الإسرائيلي دمر بشكل ممنهج أكثر من 316 موقعاً ومبنى أثرياً، تعود معظمها للعصور المملوكية والعثمانية، وبعضها يمتد إلى القرون الأولى للهجرة والحقبة البيزنطية. وأضاف أن ما حصل لم يكن تدميراً فقط، بل شمل نهباً منظماً، وهو ما يشكّل جريمة ثقافية تمس الهوية الوطنية وتراث الإنسانية.

قصر الباشا مرّ بمراحل تاريخية متعددة: في العصر المملوكي كان يعرف باسم “دار السعادة”، ثم باسم قصر “آل رضوان” في العهد العثماني، ولاحقاً سُمي “قلعة نابليون” خلال احتلال نابليون لغزة عام 1799، ثم استخدم كمركز شرطة خلال الاحتلال البريطاني باسم “الديبويا”، وأخيراً تحوّل إلى مدرسة للبنات في عهد الإدارة المصرية للقطاع.

توضح هذه الأحداث أهمية القصر التاريخية والثقافية، وما تعرّض له من تدمير ونهب يعكس استهدافاً ممنهجاً للتراث الفلسطيني.

البحث