غزة

في مشاهد مؤلمة تتكرر يوميًا، أظهرت لقطات مصورة الثلاثاء آلاف الفلسطينيين يتدفقون على نقاط توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، حيث بدأت كميات محدودة من المساعدات بالدخول وسط أزمة مجاعة حادة أودت بحياة العشرات حتى الآن.

ووثّقت كاميرات محلية مشهداً مهيباً من محور “ميراج” جنوب مدينة خان يونس، حيث احتشدت جموع هائلة من السكان بانتظار شاحنات الإغاثة. وأظهر مقطع آخر فرحة عائلة فلسطينية بعد عودة والدهم إلى المنزل حاملاً كيساً من الطحين، عقب ساعات من الانتظار المضني عند إحدى نقاط التوزيع.

ويأتي تدفق المساعدات المحدود بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مساء السبت عن هدنة إنسانية مؤقتة، شملت تعليق العمليات العسكرية في بعض المناطق المكتظة سكانيًا، بالإضافة إلى فتح ممرات إنسانية بالتنسيق مع منظمات دولية، والسماح بإسقاط جوي للمساعدات.

ومع ذلك، لم تنجح هذه الإجراءات حتى الآن في كبح تصاعد الأزمة الإنسانية. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الوفيات الناتجة عن المجاعة وسوء التغذية ارتفع حتى يوم الاثنين 28 يوليو إلى 147 حالة، من بينهم 88 طفلًا. وسُجّلت 14 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة فقط.

من جهتها، حذّرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف من تفاقم أوضاع الأطفال تحديدًا، مشيرة إلى أن نسب سوء التغذية وصلت إلى مستويات “مقلقة جداً”، قد تخلّف آثارًا صحية دائمة، خاصة بين من هم دون سن الخامسة.

في ظل هذا الواقع، تبقى المساعدات التي تصل إلى القطاع غير كافية لمواجهة الكارثة المتفاقمة، فيما لا تزال مشاهد الانتظار الطويل من أجل لقمة تسدّ الجوع، تعبّر بوضوح عن عمق المأساة التي يعيشها سكان غزة المحاصرة.

البحث