أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء استئناف عملياته البرية في وسط وجنوب قطاع غزة، بينما أفاد مسؤولون محليون في قطاع الصحة بأن الضربات الجوية المستمرة لليوم الثاني أسفرت عن مقتل 38 شخصًا على الأقل.
وجاء استئناف العمليات البرية بعد يوم من إعلان السلطات الصحية الفلسطينية مقتل أكثر من 400 شخص نتيجة غارات جوية شنتها إسرائيل، ما يمثل أحد أعلى معدلات سقوط القتلى في يوم واحد منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وانهار بذلك وقف إطلاق النار الذي صمد حتى يناير الماضي.
ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أنه بسط سيطرته على محور نتساريم في القطاع، وهو المحور الأوسط، كجزء من مناورة “مركزة” تهدف إلى إقامة منطقة عازلة جزئية بين شمال وجنوب القطاع.
بدورها، اعتبرت حركة حماس في بيان أن التوغل في محور نتساريم يعد “خرقًا جديدًا وخطيرًا” لوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه قبل شهرين، مؤكدة تمسكها بالاتفاق وداعية الوسطاء الضامنين لتحمل مسؤولياتهم في وقف هذه الانتهاكات.
في سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة عن مقتل موظف أجنبي وإصابة خمسة آخرين في غارة جوية إسرائيلية على موقع يضم مقرًا للأمم المتحدة في وسط غزة، لكن إسرائيل نفت ذلك وأكدت أنها ضربت موقعًا لحماس كانت ترصد فيه استعدادات لإطلاق النار.
وحول أعمال العنف الأخيرة، قالت مصادر طبية إن غارة جوية إسرائيلية قتلت أربعة أشخاص وأصابت عشرة آخرين في منزل في بيت حانون شمال غزة، بينما قتلت ضربة جوية أخرى 14 شخصًا في خيمة عزاء في بيت لاهيا.
ويستمر تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس بانتهاك وقف إطلاق النار، الذي كان يوفر متنفسًا لسكان القطاع البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة بعد أكثر من 17 شهرًا من الحرب المدمرة. وكانت حركة حماس قد شنت هجومًا على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة. من جانبها، تقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة الإسرائيلية على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 49 ألف شخص.
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بشأن استخدام المدنيين كدروع بشرية، فيما تتهم كل طرف الآخر بقصف عشوائي. وكانت الحرب قد أودت بحياة العديد من المدنيين ودفعت الكثير منهم إلى النزوح المتكرر.
وفيما يتعلق بموقف المجتمع الدولي، دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق شامل في الهجمات على موظفيها، بينما أعربت دول مثل فرنسا وألمانيا، إضافة إلى قطر ومصر اللتين توسطتا في مفاوضات وقف إطلاق النار، عن قلقها حيال تجدد العنف. من جهته، طالب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بوقف إطلاق النار واستئناف تدفق المساعدات إلى القطاع، محذرًا من تفاقم الوضع الإنساني.
وتستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في التصعيد، حيث نبّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس سكان غزة من مغبة عدم الاستجابة لأوامر الإخلاء، مؤكدًا أن الضربات الجوية هي “خطوة أولى فقط” وأن إسرائيل ستتصرف “بقوة لم يروها من قبل”.