لاقت إسرائيل انتقادات واسعة يوم الأحد بعد قرارها إيقاف دخول جميع المواد الغذائية والإمدادات الأخرى إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى تحذيرها من “عواقب إضافية” في حال لم توافق حركة حماس على اقتراح جديد لتمديد وقف إطلاق النار.
اتهم وزير الخارجية المصري، الذي يعد من أبرز الوسطاء، إسرائيل باستخدام “التجويع كسلاح” في “انتهاك صارخ” للقانون الإنساني. كما وصفت السعودية قرار إسرائيل بأنه “أداة للابتزاز”.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق فوري من الولايات المتحدة، بينما لم يتضح موعد وصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الذي كان من المتوقع أن يزور المنطقة الأسبوع الماضي.
مصر:
استنكرت مصر الأحد قرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث رأت أنه “انتهاك صارخ” لاتفاق الهدنة الذي ساهمت القاهرة في التوصل إليه. وشجبت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها “القرار الصادر عن الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”، مشدّدة على أن “تلك الإجراءات تعد انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار”. وأضافت أن “لا مبرر أو منطق يمكن أن يبرر استخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، خاصة في شهر رمضان، كسلاح ضد الشعب الفلسطيني”. كما دعت مصر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف هذه الممارسات غير الشرعية وغير الإنسانية.
السعودية:
اتهمت السعودية إسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية كأداة “ابتزاز وعقاب جماعي”، بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليق دخول السلع والإمدادات إلى غزة. واستنكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها “قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستخدامها كأداة للابتزاز والعقاب الجماعي”، إذ اعتبرت أن ذلك “انتهاك صارخ للقانون الدولي”. ودعت المملكة المجتمع الدولي إلى “وقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة وتفعيل آليات المحاسبة الدولية وضمان الوصول المستدام للمساعدات”.
الأردن:
بدوره، شدد الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة على أن “قرار الحكومة الإسرائيلية يعد انتهاكًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، مما يهدد بتفجير الأوضاع مجددًا في القطاع”. وأكد ضرورة “إيقاف إسرائيل استخدام التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين والأبرياء، خاصة خلال شهر رمضان”.
الأمم المتحدة:
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باستئناف “الفوري” لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. ولفت المتحدث باسم غوتيريش إلى أن الأمين العام “يدعو إلى استئناف الفوري للمساعدات الإنسانية وإلى إطلاق سراح جميع الرهائن”، مؤكداً ضرورة بذل الجهود لتجنب العودة إلى الأعمال العدائية. بدوره، عبّر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر عن قلقه، مؤكدًا أن “القانون الدولي واضح: يجب أن يسمح لنا بالوصول لتقديم مساعدات حيوية”.
وقف المساعدات الإنسانية:
يُذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرّر وقف دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وشدّد مكتب نتنياهو على أن “إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار دون الإفراج عن المختطفين”. وأضاف أن “إذا استمرت حماس في رفض الإفراج عن المختطفين، ستكون هناك عواقب أخرى”. في السياق، اعتبرت حركة حماس أن قرار نتنياهو “ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلابًا على اتفاق غزة”.
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار يوم السبت وسط غموض بشأن استئناف الاتفاق، حيث تسعى إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى، في حين تطالب حماس ببدء المرحلة الثانية على الفور.