الصين

أثارت واقعة غريبة في الصين موجة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن أجبر مسؤولون محليون عاملي نظافة على نبش أطنان من القمامة للبحث عن ساعة ذكية مفقودة، في خطوة اعتبرها كثيرون إسرافاً في استخدام الموارد العامة.

بدأت القصة في أوائل يوليو (تموز) عندما زارت سيدة صينية مدينة داتونغ في مقاطعة شانشي شمال البلاد برفقة طفلها. أثناء الرحلة، وضعت الأم “بالخطأ” ساعة طفلها الذكية داخل كيس النفايات بجانب مقعدهما وغادرت القطار دون أن تنتبه. واكتشفت الأم فيما بعد عبر خاصية التتبع في الساعة أنها لا تزال داخل محطة القطار، فقررت اللجوء إلى الخط الساخن للحكومة المحلية للمساعدة في استعادتها.

في خطوة غير معتادة، قررت السلطات المحلية البدء في عملية البحث عن الساعة التي أُلقيت داخل حاوية نفايات ضخمة تحتوي على نحو 8 أطنان من القمامة، تم نقلها لاحقاً إلى مركز ترحيل النفايات. وبالرغم من حجم العمل الضخم، تم طلب من عمال النظافة البحث وسط هذه القمامة بأيديهم، تحت حرارة تجاوزت 30 درجة مئوية، لمدة 4 ساعات متواصلة حتى تم العثور على الساعة في النهاية.

في البداية، احتفت السلطات بالقصة باعتبارها دليلاً على كرم الضيافة وجودة الخدمة العامة في المدينة، ولكن سرعان ما تحولت القصة إلى قضية مثيرة للجدل على الإنترنت. إذ اعتبر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه الجهود كانت مبالغاً فيها بالنظر إلى أن الساعة لا تتجاوز قيمتها ألف يوان (حوالي 140 دولاراً أميركياً).

كما تساءل العديد من المنتقدين عن مصير العاملين اللذين بذلا هذا الجهد الشاق، وهل حصلا على أي مكافأة أو تقدير مقابل عملهما الشاق.

دافع نائب مدير مكتب الإدارة الحضرية في داتونغ، شياو تشيغانغ، عن تصرف الحكومة قائلاً: “ما الذي يُعتبر جديراً بالاهتمام وما الذي لا يُعتبر؟ نحن نفعل فقط ما علينا فعله.. طالما هناك طلب من المواطنين، فعلينا تلبيته”. لكن تصريحاته أدت إلى مزيد من الجدل، حيث اعتبرها البعض دليلاً على تجاهل معاناة عمال النظافة الذين تم استغلالهم لأغراض دعائية.

وفي افتتاحية نشرتها صحيفة “ساوثرن ميتروبوليس” الصينية، اعتبرت الواقعة “تبديداً لموارد الدولة واستغلالاً للعمال”، مشيرة إلى أن السلطات لم تذكر أية مكافأة للعاملين ولم تأخذ بعين الاعتبار حجم الجهد الذي بذلوه في خدمة قضية لا تستحق كل هذه الجهود.

البحث