في خطوة مفاجئة تشعل المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة غوغل – التابعة لألفابت – عن توظيف عدد من كبار الموظفين في شركة “ويندسيرف” الناشئة المتخصصة في توليد الأكواد البرمجية باستخدام الذكاء الاصطناعي، رغم وجود محادثات سابقة بين “ويندسيرف” و”OpenAI” لشراء الشركة.
وبحسب مصدر مطلع نقلته وكالة “رويترز”، ستدفع غوغل مبلغ 2.4 مليار دولار كرسوم ترخيص لاستخدام تقنيات “ويندسيرف”، من دون أن تحصل على أي حصة في الشركة.
الصفقة، رغم شكلها غير التقليدي، تمثل مكسباً كبيراً لمستثمري الشركة الناشئة.ومن أبرز المنتقلين إلى غوغل، الرئيس التنفيذي لـ”ويندسيرف” فارون موهان، والمؤسس المشارك دوغلاس تشين، إلى جانب عدد من الباحثين الأساسيين، حيث سيلتحقون بفريق “ديب مايند” للعمل على مشاريع برمجية متقدمة ضمن مبادرة “Gemini”.
وكانت “ويندسيرف” قد أجرت مفاوضات مع “OpenAI” خلال الأشهر الماضية لعقد صفقة استحواذ قُدرت قيمتها بـ3 مليارات دولار، ما يعكس حجم الاهتمام المتزايد بمجال البرمجة التلقائية بالذكاء الاصطناعي، أحد أسرع التطبيقات نموًا في هذا المجال.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة تندرج ضمن موجة صفقات “التوظيف بالاستحواذ” (Acquihire) التي تلجأ إليها شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت، أمازون، وميتا، بهدف جذب المواهب بدلًا من شراء الشركات بالكامل.
هذه الصفقات غالباً ما تُستخدم للالتفاف على تعقيدات الرقابة التنظيمية، إذ لا تستدعي مراجعة من هيئات مكافحة الاحتكار طالما لا تُمنح فيها حصص ملكية.
ومن أبرز هذه الصفقات في العامين الماضيين:
مايكروسوفت استحوذت على “Inflection AI” مقابل 650 مليون دولار.
أمازون ضمّت مؤسسي شركة “Adept” وفريقها الأساسي.ميتا اشترت 49% من شركة “Scale AI” في واحدة من أكبر صفقات الذكاء الاصطناعي حتى الآن.
وتأتي هذه التطورات في ظل سباق عالمي محموم على الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعرض الشركات الكبرى رواتب ضخمة ومكافآت مغرية لجذب أفضل الباحثين والمهندسين.
رغم هذه الصفقة، سيبقى معظم موظفي “ويندسيرف”، البالغ عددهم نحو 250 موظفًا، ضمن الشركة، التي أكدت أنها ستواصل التركيز على الابتكار لخدمة عملائها من المؤسسات.