تخيل أن شاشة هاتفك تتحول إلى مساحة عمل متكاملة، أو أن تواصلك الرقمي يصبح أقرب ما يكون إلى دردشة بين أصدقاء مقربين. هذا ما تطرحه شركتا «غوغل» و«إنستغرام» من خلال تقنيات جديدة تغيّر أسلوب استخدامنا للأجهزة والتطبيقات.
«غوغل» تطلق تجربة سطح المكتب في «آندرويد 16»
كشفت «غوغل» عن نسخة تجريبية من نمط سطح المكتب في نظام آندرويد 16، ما يمثل خطوة جديدة نحو تحويل الهواتف الذكية إلى أدوات إنتاجية تشبه الحواسيب. يتيح هذا النمط الجديد، عند توصيل الهاتف بشاشة خارجية، واجهة استخدام تشبه أنظمة تشغيل سطح المكتب مثل «ويندوز»، حيث يمكن تشغيل التطبيقات في نوافذ متعددة قابلة للتحريك والتعديل، مع شريط مهام وزر «ابدأ» ومؤشرات للشبكة والتنقل.
وتمثل هذه الميزة نقلة نوعية في استخدام «آندرويد»، إذ تأتي مدمجة ضمن النظام نفسه، وتعمل بشكل موحد على مختلف أجهزة «آندرويد» المدعومة، مما يجعلها أكثر تكاملاً وشمولاً من المحاولات السابقة التي كانت محصورة ببعض الشركات المصنعة فقط.
ويسمح هذا النمط بإنجاز المهام المتعددة بكفاءة، مع دعم أفضل لتغيير حجم النوافذ وترتيبها، بالإضافة إلى التحول السلس بين نمطي الهاتف وسطح المكتب دون الحاجة إلى تطبيقات وسيطة. وبينما لا تزال الميزة في مرحلة تجريبية، تشير التوقعات إلى أن «غوغل» ستواصل تحسينها بإضافة مزايا مثل مدير ملفات مدمج ودعم أوسع للتطبيقات.
«بليند»: خصوصية وتفاعل أعمق في «إنستغرام»
من جهتها، طرحت «إنستغرام» ميزة جديدة تحمل اسم «بليند»، تهدف إلى تعزيز التواصل الشخصي عبر مشاركة مقاطع الـ«ريلز» مع الأصدقاء المقرّبين ضمن تجربة مخصصة. تتيح هذه الميزة إنشاء موجز مشترك بين المستخدم وأصدقائه، يعتمد على اهتماماتهم المشتركة وسجل التفاعل، لتقديم مقاطع فيديو مقترحة ومصممة خصيصاً للمجموعة.
يبدأ استخدام «بليند» بدعوة صديق أو أكثر للانضمام، وبعد القبول، يتم إنشاء موجز مخصص يتم تحديثه باستمرار بناءً على تفاعل الأعضاء. كما ترسل «إنستغرام» إشعارات عند التفاعل مع المحتوى، ما يشجع على فتح محادثات حول الفيديوهات ومشاركتها.
وتسعى «إنستغرام» من خلال هذه الميزة إلى تقديم تجربة أكثر حميمية، وتنافس من خلالها منصات مثل «تيك توك» عبر تعزيز الروابط الاجتماعية بدلاً من الاستهلاك العشوائي للمحتوى.
في المحصلة، يواصل عمالقة التكنولوجيا تطوير أدوات ذكية تُعيد تعريف طريقة تفاعلنا مع الأجهزة والمنصات، جاعلين من التكنولوجيا وسيلة أكثر تكاملاً وخصوصية في حياتنا اليومية.