تواجه شركة “فايزر” الأميركية دعاوى جماعية غير مسبوقة، بعدما رفعت أكثر من 1300 امرأة قضايا ضدها بدعوى أن استخدام حقنة منع الحمل “ديبو-بروفيرا” تسبب لهن بأورام دماغية. ويتوقع أن يتضاعف عدد الدعاوى ليصل إلى ما بين 5 و10 آلاف، مع تعويضات قد تبلغ مليارات الدولارات.
المحكمة الاتحادية في بينساكولا بولاية فلوريدا تعقد الاثنين جلسة مفصلية للبت في خمس قضايا تجريبية ستحدد مسار آلاف الملفات المماثلة. وتستند “فايزر” في دفاعها إلى حجة “الموافقة الحكومية”، مدعية أن إدارة الغذاء والدواء منعتها من إدراج تحذير حول الأورام. لكن محاميات المدعيات يؤكدن أن الشركة قدّمت بيانات غير دقيقة وأخفت معلومات حساسة.
الدعاوى تستند أيضاً إلى دراسة فرنسية موسعة نُشرت عام 2024 في مجلة British Medical Journal، أظهرت أن الاستخدام المتواصل للحقنة يزيد خطر الإصابة بالورم السحائي داخل الجمجمة بمعدل 5.6 مرات. ورغم أن هذا الورم يُصنّف “حميداً”، إلا أنه يسبب مضاعفات خطيرة مثل فقدان البصر والسمع ونوبات الصرع.
وقد دفعت هذه النتائج بعض الدول، بينها بريطانيا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي، إلى تعديل ملصقات الدواء والتحذير من مخاطره، فيما تُعد قضايا مشابهة في أستراليا حيث تُجمع شهادات من نحو 2000 امرأة. القضية لا تقتصر على الجانب الصحي فحسب، بل تفتح أيضاً باب التساؤل حول مسؤولية مجالس إدارات الشركات الدوائية ومدى التزامها بالشفافية.