الانفجار الكبير- صورة تعبيرية

اقترح الدكتور ريتشارد لو من جامعة ألاباما في هنتسفيل فرضية جديدة حول نشوء الكون، مفادها أن الكون لم يتكون نتيجة الانفجار الكبير كما هو شائع، بل تطور عبر سلسلة من الانفجارات الصغيرة والخاطفة التي نشأت بسبب قوة الجاذبية.

وبناءً على هذه الفرضية، يملأ الكون بالطاقة والمادة، مما يساهم في تشكيل المجرات والنجوم دون الحاجة إلى المادة المظلمة أو الطاقة المظلمة، التي لا يزال العلماء غير قادرين على اكتشافها. وإذا قمنا بتصور الكون على أنه فطيرة ضخمة، فإن نظرية لو تقترح أنه لم يُصنع دفعة واحدة، بل تم تحضيره على مراحل أضافت له مكونات جديدة في كل مرة.

وأوضح لو قائلاً: “هذه الانفجارات الخاطفة لا يمكن رصدها لأنها نادرة وسريعة للغاية، وهو ما قد يفسر سبب عدم اكتشاف المادة المظلمة والطاقة المظلمة حتى الآن”. ومع ذلك، تُعد هذه الانفجارات بمثابة “حقن” مفاجئة للمادة والطاقة التي تتوزع بشكل منتظم في الكون، مما يخلق تذبذبات صغيرة تتطور إلى نجوم ومجرات. كما أن هذه الاندفاعات تولد ضغطًا سلبيًا، مشابهًا للطاقة المظلمة، مما يساهم في تسريع تمدد الكون.

تعتبر هذه النظرية تحديًا لأسس علم الكونيات، حيث تتجاوز الحاجة إلى المادة المظلمة والطاقة المظلمة، وتقدم تفسيرًا أبسط لتمدد الكون وتشكيل هياكله. وإذا كانت هذه الفرضية صحيحة، فقد تحدث تغييرًا جذريًا في طريقة دراسة الكون، حيث سيتم تحويل التركيز من التلسكوبات الفضائية مثل “جيمس ويب” إلى الأدوات الأرضية. كما تتلاقى هذه النظرية مع أفكار عالم الفلك البريطاني فريد هويل حول نظرية الكون الثابت، ولكن دون التناقضات التي ظهرت في نظريته.

البحث