الذكاء الاصطناعي

في الماضي، كان الفن يُعتبر مسعى إنسانيًا فريدًا، لكن مع تقدم التكنولوجيا، بدأ الذكاء الاصطناعي في محاكاة الإبداع البشري، حيث أصبح قادراً على إنتاج الفن والموسيقى.

مؤخرًا، ظهرت فرقة جديدة على منصة “سبوتيفاي” تحمل اسم “ذا فيلفيت صن داون”، والتي حصدت أكثر من نصف مليون مستمع في وقت قياسي. لكن، المفاجأة أن هذه الفرقة ليست حقيقية، بل هي من ابتكار الذكاء الاصطناعي، حسبما كشف تقرير لموقع “arstechnica” واطلعت عليه “العربية Business”.

بينما يعارض العديد من الفنانين استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى، إلا أن بعضهم قد تبنّوا هذه التقنية لمساعدتهم في إنتاج أعمالهم الفنية. في أقل من شهر، أصدرت “ذا فيلفيت صن داون” ألبومين بعنوان “Floating On Echoes” و”Dust and Silence”، وسيصدر ألبوم ثالث قريبًا.

الأغاني التي تقدمها الفرقة تتميز بأجواء روك كلاسيكية وتناغم موسيقي صاخب مع لمسة من ضبط الصوت التلقائي، مما يجعلها تنال إعجاب الكثير من المستمعين. ومع ذلك، عند الاستماع إليها بشكل متواصل، يظهر أن هناك شيئًا غريبًا؛ فالأغاني تبدو مفتقرة للأصالة البشرية التي تُميز الأعمال الفنية التقليدية.

أدى نقص المعلومات الموثوقة حول الفرقة إلى شكوك كبيرة بين المستمعين، حيث تركزت النقاشات على منصات مثل “ريديت” و”إكس”، والتي تساءل فيها المستخدمون عن وجود أعضاء الفرقة خارج حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. كما لوحظ أن الأغاني أُضيفت بشكل غامض إلى العديد من قوائم التشغيل، مما ساعد على زيادة عدد مستمعيها.

عندما أنشأت الفرقة حسابًا على “إنستغرام” في 27 يونيو، ظهرت الأدلة التي تؤكد أنها تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث أظهرت الصور أعضاء الفرقة بمظهر مثالي وغير طبيعي، كما كان المنشور عن “احتفال الفرقة بنجاح ألبوميها” يحمل طابعًا غير واقعي، مع طعام مُوزع بشكل عشوائي.

ومع ذلك، ليست “ذا فيلفيت صن داون” الوحيدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ففي برنامج “لاست ويك تونايت” الأخير، تم تسليط الضوء على فرقة أخرى تُدعى “ذا ديفل إنسايد” التي تستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا، وقد أصدرت عشرة ألبومات في العامين الماضيين.

ومن المثير للاهتمام أن كلا الفرقتين، “ذا فيلفيت صن داون” و”ذا ديفل إنسايد”، يتشاركان في الكثير من الأغاني التي تشير إلى الغبار والرياح، وهو ما قد يكون مجرد تكرار ناتج عن نماذج الذكاء الاصطناعي أو ربما يشير إلى أن كلا الفرقتين تم إنتاجهما باستخدام نفس برامج الذكاء الاصطناعي.

البحث