في السنوات الأخيرة، تصدّرت العناية بفروة الرأس أولويات الجمال، مع تزايد الإقبال على مستحضرات خاصة تُعنى بهذه المنطقة الحساسة والمهمة في دورة نمو الشعر. فبعد أن كانت بعض العلامات التجارية تُقدّم منتجات لفروة الرأس بشكل محدود، أصبح من الشائع اليوم العثور على أقنعة، مقشرات، أمصال، وحتى أجهزة علاج ضوئي LED مخصصة لها.
روتين أساسي لا يقل عن العناية بالبشرة
يدعو خبراء التجميل إلى اعتماد روتين جمالي منتظم لفروة الرأس، مشابه لذلك المخصص لبشرة الوجه، مؤكدين أن صحة الشعر تبدأ من هذه المنطقة تحديدًا. فالشعر لا يكون “حيًّا” إلا في جذوره، أي عند البصيلات المغروسة في فروة الرأس، وهي المسؤولة عن إنتاج الخلايا التي تُكوِّن الشعر الظاهر للعين. وبالتالي، فإن حالتها تنعكس مباشرة على كثافة الشعر، لمعانه، حيويته، وحتى توقيت تساقطه.
وتتأثر فروة الرأس بالعديد من العوامل النفسية والبيئية، مثل التوتر، التعب، التلوث، تغير الفصول، والمستحضرات المستخدمة، مما يجعل العناية بها ضرورة لا ترفًا.
التوازن هو الأساس
يُجمع الخبراء على أن جذع الشعر نفسه لا يحتوي على حياة بيولوجية، لكنه يتأثر بالعوامل الخارجية والمستحضرات المستخدمة. ويشيرون إلى أن العديد من مشكلات الشعر مثل الجفاف، القشرة، والحكة، تعود إلى اختلال توازن فروة الرأس، مما يؤدي إلى جفافها، أو زيادة في إفراز الدهون، وتأخر في تجدد خلاياها.
هذا الخلل قد يتسبب لاحقًا بتفاقم مشاكل مثل الشعر الدهني أو تساقطه. لذا، يُوصى باعتماد روتين متوازن يراعي تغيّر المواسم واحتياجات الشعر المستمرة.
متى تستشير طبيب الجلد؟
بعض المشاكل، كالحكة الشديدة، القشرة المستمرة، أو تساقط الشعر الغزير، قد تتطلب زيارة اختصاصي في الجلد. لكن في كثير من الحالات، يمكن للمستحضرات المخصصة لفروة الرأس أن تعالج المشكلة من الجذور – حرفياً ومجازياً.
معرفة نوع الفروة هو الخطوة الأولى
كما هو الحال مع البشرة، فإن معرفة نوع فروة الرأس (دهنية، جافة، حساسة، مختلطة) يُعد أساساً في اختيار المنتجات المناسبة. ومع تطور التكنولوجيا، بات من الممكن تشخيص الحالة بدقة عبر أجهزة مخصصة، ما يُساعد على تحديد العلاج الأنسب دون تعقيد.
وفي المحصلة، فإن فروة الرأس الصحية تعني شعرًا صحيًا، والعناية بها لا تحتاج بالضرورة إلى خطوات معقدة، بل يمكن أن تبدأ من اختيار الشامبو المناسب، أو استخدام مقشر لطيف، أو تطبيق مصل مغذٍ، تماماً كما نعتني ببشرتنا.