ترمب-

لم يقتصر عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثاني على اتباع السياسات التقليدية المعهودة للبيت الأبيض، بل اعتمد على فريق دبلوماسي غير تقليدي يضم وجوهاً من خارج السياسة، باستثناء وزير خارجيته ماركو روبيو، الذي يمثل القاعدة التقليدية للحزب الجمهوري. وقد شهدت الإدارة حضور مبعوثين خاصين وأفراد من العائلة المقربة، أبرزهم ستيف ويتكوف، توم باراك، مارك سافايا، مسعد بولس، وجاريد كوشنر، الذين أصبحوا الواجهة الدبلوماسية لإدارة ترمب في عدد من النزاعات الدولية. القاسم المشترك بينهم هو غياب الخبرة الدبلوماسية الرسمية، مما أثار تساؤلات حول قدرتهم على إدارة ملفات معقدة على الساحة الدولية.

ستيف ويتكوف «مبعوث كل شيء»
برز ستيف ويتكوف، صديق ترمب المقرب ورجل أعمال، في المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة، حيث تواصل مباشرة مع حركة «حماس» وواجه المواقف التقليدية الأميركية بصراحة غير مألوفة، بما في ذلك تقديم التعازي لممثل الحركة خليل الحية لفقدان ابنه، ما ساهم في تحقيق انفراجة سياسية. ويتكوف يواصل اليوم جهوده للتوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، عبر لقاءات مكثفة مع الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي.

مسعد بولس «والد الصهر»
يتولى مسعد بولس، صهر الرئيس ومستشار الشؤون الأفريقية والعربية، ملفات النزاعات في القارة الإفريقية، رغم خبرته المحدودة في المجال الدبلوماسي. ساهم بولس في اتفاق سلام بين الكونغو ورواندا، ويعمل حاليًا على ملفات السودان، في ظل متابعة شخصية من ترمب، الذي يرفض تفويض هذا الملف بالكامل للمبعوثين. غياب التنسيق الإداري بين وزارة الخارجية والبيت الأبيض يسبب أحيانًا ارتباكًا، إلا أن مكانة بولس العائلية تمنحه تأثيرًا إضافيًا.

جاريد كوشنر ودور العائلة
عاد صهر ترمب، جاريد كوشنر، إلى الواجهة السياسية في إدارة النزاعات، بما في ذلك ملف الحرب الروسية الأوكرانية واتفاق غزة، دون تولي أي منصب رسمي، معتمداً على علاقاته الشخصية وخبراته في التفاوض.

توم باراك ومارك سافايا
توم باراك، المبعوث الخاص لسوريا، الذي خضع لمساءلة مجلس الشيوخ بسبب منصبه كسفير سابق لتركيا، أثار جدلاً بسبب تصريحاته الاستفزازية، لكنه نجح في إدارة ملفات سوريا بعد سقوط الأسد والتنسيق مع ترمب ودول المنطقة لرفع العقوبات.
أما مارك سافايا، المبعوث الخاص للعراق ورجل أعمال من أصل عراقي-كلداني، فقد عُين رغم خبرته المحدودة، لكنه استطاع تحقيق نجاح ملموس في إطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف بعد احتجاز دام 903 أيام على يد «كتائب حزب الله»، ما يمثل إنجازًا غير تقليدي في الملف العراقي.

البحث