لم تعد الأضرار الصحية المرتبطة بالسكر تقتصر على البالغين، بل امتدت لتطال الفئات الأكثر هشاشة: الأطفال. ورغم حملات التوعية المتزايدة، يكشف الواقع عن أزمة متفاقمة تهدد صحة الفم والأسنان لدى الصغار.
في تقرير استقصائي بثته شبكة “BBC” ضمن برنامج “بانوراما”، تبين أن العديد من أكياس طعام الأطفال الجاهزة، التي تُسوّق كخالية من الإضافات الضارة، تحتوي على كميات عالية من السكر، تصل في بعض الحالات إلى ما يعادل خمس ملاعق، أي أكثر مما تحتويه المشروبات الغازية.
هذا الكشف أثار قلق المؤسسات الصحية، إذ حذرت “مؤسسة صحة الفم البريطانية” من أن هذه المنتجات تسهم في تسوس الأسنان لدى الرضّع، خاصة مع الاستخدام المتكرر. فالسكر يتفاعل مع البكتيريا ليكوّن أحماضًا تؤدي إلى تآكل المينا، ما قد يضر بالنمو السليم للفم.
وبينما يُقارن بعض الخبراء أخطار السكر بتأثير التبغ طويل الأمد، تتزايد الدعوات إلى فرض تحذيرات واضحة على الأغذية الغنية بالسكر، ورفع الضرائب عليها، تمامًا كما تم مع التدخين.
وفي مقال نُشر حديثًا بـ”المجلة البريطانية لطب الأسنان”، دعا الباحث تيموثي آيفز إلى “اعتبار السكر التبغ الجديد”، منتقدًا غياب الرقابة الكافية والوعي المجتمعي.
ورغم التوصيات الصحية الدولية بتقنين استهلاك السكر لدى الأطفال، لا تزال العديد من المنتجات تتجاوز هذه التوصيات، خاصة بسبب ثغرات تنظيمية وقلة الوعي بمخاطر “السكر الطبيعي” في الفواكه المركزة والعصائر.
في دول الخليج، تعكس معدلات تسوس الأسنان المرتفعة حجم الأزمة:
السعودية: تسوس لدى 93% من أطفال المدارس
الإمارات: 74.1% دون سن السادسة
الكويت: 79% من الأطفال مصابون
قطر: نسبة الإصابة تبلغ 80.3%
خطوات نحو الحل
فرض لوائح أكثر صرامة على محتوى السكر في أغذية الأطفال
تجنب الأطعمة الجاهزة قدر الإمكان وتعويد الأطفال على المذاق الطبيعي
الفحص المبكر والدوري للأسنان
تعميم التجربة الخليجية في فرض الضرائب على السكر للحد من الاستهلاك
السكر ليس مجرد طعم حلو… بل تهديد صامت يتسلل إلى صحة أطفالنا. وعلينا أن نختار: إما الوقاية اليوم، أو مواجهة أجيال تُعاني غدًا.