أظهرت دراستان حديثتان وجود ارتباط بين فقدان حاستي السمع والشم وزيادة خطر الإصابة بأمراض صحية خطيرة قد تكون قاتلة.
فقد ربطت إحدى الدراستين، وفقًا لصحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، بين فقدان حاسة الشم وارتفاع احتمالية الوفاة بسبب الأمراض العصبية التنكسية، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية. بينما أشارت الدراسة الأخرى إلى وجود صلة بين فقدان السمع وزيادة خطر الإصابة بقصور القلب.
في الدراسة الأولى، التي أجراها باحثون من معهد كارولينسكا في السويد، تبين أنه من بين 2500 مشارك، كان الأشخاص الذين لم يتمكنوا من اجتياز “اختبار التعرف على الروائح” المكون من 16 رائحة مختلفة (مثل الليمون والثوم والقهوة)، أكثر عرضة للوفاة بنسبة تقارب 70% مقارنة بمن اجتازوا الاختبار بنجاح. وقد أوضحت الدراسة، المنشورة في مجلة “جاما لطب الأنف والأذن والحنجرة”، أن الأسباب الأكثر شيوعًا للوفاة المرتبطة بضعف حاسة الشم تشمل المشكلات العصبية التنكسية، وأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، مع اعتبار الخرف عامل الخطر الأكبر. وأكدت إنغريد إكستروم، كبيرة الباحثين في الدراسة، أن “الشم ليست مجرد حاسة للتعرف على الروائح، بل إنها مرتبطة بشكل كبير بذاكرتك وإدراكك”.
أما الدراسة الثانية، فقد قامت بفحص حاسة السمع لدى أكثر من 164 ألف مشارك من المملكة المتحدة وبحثت في العلاقة المحتملة بينها وبين الأمراض المزمنة. وقد توصل الفريق البحثي إلى وجود صلة بين فقدان السمع وزيادة خطر الإصابة بقصور القلب. فقد كان الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سمعية طفيفة أو كبيرة أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب بنسبة 15% و 28% على التوالي، مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بسمع طبيعي. كما تبين أن الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة السمع لديهم خطر متزايد للإصابة بقصور القلب بنسبة 26%. وعلى الرغم من أن مشاكل الأوعية الدموية هي السبب الأرجح لهذا الارتباط، فقد وجد الباحثون أن الضغط النفسي المصاحب لفقدان القدرة على السمع يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب. وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تشير إلى ضرورة أخذ صحة السمع والرفاهية النفسية في الاعتبار عند تقييم مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية واستراتيجيات الوقاية منها.