الطفل الذي فقد بصره

فيروس الهربس البسيط (HSV) هو أحد الفيروسات الشائعة التي قد تبدو غير ضارة للبالغين، لكنه قد يكون خطيرًا جدًا على الأطفال، وخاصة الرضع. يمكن أن ينتقل الفيروس بسهولة من خلال التلامس المباشر، مثل التقبيل أو لمس الأيدي الملوثة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، من التهابات العين إلى تلف الأعضاء الحيوية، بل وحتى الوفاة في بعض الحالات.

وفي تحذير صارخ من مخاطر الفيروس، ناشدت أم شابة الآباء والأمهات حماية أطفالهم الرضع من تقبيل الأقارب والأصدقاء، بعد أن فقد طفلها البالغ من العمر عامين عينه اليسرى بسبب فيروس الهربس الذي انتقل إليه عبر قبلة.

بدأت معاناة الطفل جوان في أغسطس الماضي، عندما كان عمره 16 شهرًا، حيث لاحظ والداه وجود التهاب في عينه. وبعد تشخيص خاطئ بالمضادات الحيوية، أدركت والدته، ميشيل سيمان، أن الأمر أكثر خطورة. بعد يومين، لاحظت أن شيئًا غريبًا ينمو داخل مقلة عينه، وكان يحك عينه دون أن يرمش، ما أثار قلقها الشديد.

وكشفت الفحوصات أن جوان أصيب بقرحة باردة في عينه ناتجة عن فيروس الهربس، ورجّح الأطباء أن العدوى انتقلت إليه من شخص مصاب عبر قبلة أو ملامسة يديه. ورغم الجهود الطبية، تسبب الفيروس في تلف دائم للقرنية وفقدان الطفل بصره بالكامل في تلك العين.

تحاول الأسرة الآن إنقاذ عينه من خلال عملية جراحية معقدة لنقل أعصاب من ساقه إلى تجويف العين، على أمل أن يتمكن لاحقًا من الخضوع لعملية زراعة قرنية لاستعادة بصره.

وحثت الأم الآباء على توخي الحذر، قائلة: “لا تدعوا أحدًا يقبّل أطفالكم الرضع. لم أكن أعتقد أن الأمر خطير إلى هذا الحد، لكنني كنت مخطئة جدًا. فيروس بسيط تسبب في كل هذا الألم والضرر، الأمر لا يستحق المخاطرة”.

البحث