فيلم بيت الديناميت

أثار فيلم “بيت الديناميت” (A House of Dynamite) للمخرجة الأميركية كاثرين بيغلو موجة جدل في الولايات المتحدة بعد أيام من طرحه على نتفليكس، لِتصويره فشل منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية في اعتراض صاروخ نووي متجه إلى شيكاغو. واعتبر البنتاغون ذلك تصويرًا «غير دقيق» لقدراته.

وبمذكرة داخلية صادرة عن وكالة الدفاع الصاروخي (MDA) بتاريخ 16 تشرين الأول، أكدت الوكالة أن سيناريو الفيلم «خيالي ومضلّل»، مشددةً على أن الأنظمة الواقعية حققت «نسبة نجاح عالية في الاختبارات منذ أكثر من عقد». في المقابل، قالت بيغلو إنها تعمّدت الاستقلال عن المؤسسة العسكرية لتقديم رؤية درامية تُحفّز النقاش حول هشاشة الردع النووي وخطورة الارتهان للتقنية في لحظات القرار.

ويركّز الفيلم على عجز المنظومة الأميركية—التي تتموضع صواريخها الاعتراضية أساسًا في ألاسكا وكاليفورنيا—عن إسقاط صاروخ باليستي عابر للقارات. ولفتت المذكرة إلى حساسية الصورة التي يعرضها العمل، خصوصًا في ظل خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتمويل مشروع دفاعي جديد يُعرف باسم «القبة الذهبية» يضم مكوّنات برية وبحرية وفضائية.

وأوضحت المذكرة أن الهدف منها «تصحيح الافتراضات الخاطئة» وتزويد القيادات بحجج تقنية عند أي نقاش عام، مع الإقرار بأن الفيلم «يبرز احتمال فشل الردع النووي» لكنه في الوقت نفسه ينتقص من قدرات الولايات المتحدة. ووفق مكتب المحاسبة الحكومي الأميركي (GAO)، بلغت كلفة المنظومة الأرضية نحو 53 مليار دولار حتى 2020، مع خطط لإنفاق 10 مليارات إضافية حتى 2025. ويُدار النظام من شركة بوينغ تحت إشراف القيادة الشمالية الأميركية.

وفي بيان لـ«بلومبيرغ نيوز»، قال البنتاغون إنه لم يُستشر في إعداد الفيلم وإنه «لا يعكس وجهات نظر هذه الإدارة»، مؤكدًا أن الدفاع الصاروخي «ركن أساسي» في الاستراتيجية الوطنية. من جهتها، لم تعلّق نتفليكس، فيما ذكرت ممثلة بيغلو (73 عامًا) في مقابلة مع CBS أن المخرجة أرادت «استقلالًا كاملًا» عن البنتاغون.

أما «القبة الذهبية»، فلم تُكشف تفاصيلها بعد؛ غير أن قائد قوات الفضاء الأميركية، الجنرال مايكل غِتلَين، قال إنه استكمل في أيلول الماضي المخطط المبدئي للمشروع، بينما رفضت وزارة الدفاع الإفصاح عن نطاقه أو كلفته الإجمالية.

البحث