أثار فيلم “دبوس الغول” التونسي موجة من الجدل، بعد أن أعاد تقديم قصة آدم وحواء بطريقة فنية مبتكرة، مما جعل الجدل حول الحدود بين الفن والدين يتجدد في المجتمع التونسي. الفيلم، الذي يعد مقتبسًا من رواية الأديب التونسي الراحل علي الدوعاجي، ويُعد من إنتاج وزارة الثقافة، قدم مشاهد رمزية لم تُلقَ قبولاً من بعض قطاعات المجتمع.
مشاهد مثيرة للجدل
الفيلم الذي عُرض لأول مرة في أيام قرطاج السينمائية 2021، ظهرت فيه مشاهد تعتبر مثيرة للجدل بسبب تمثيلها لقصة آدم وحواء بشكل غير تقليدي، وهو ما دفع العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى التعبير عن غضبهم واعتبار تلك المشاهد خروجا عن الخطوط الحمراء الدينية والاجتماعية.
الجدل يتصاعد على مواقع التواصل الاجتماعي
تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع من الفيلم، حيث لاقت ردود فعل واسعة ومناقشات حادة. طالب العديد من النشطاء بفتح تحقيق رسمي في الظروف التي سمحت بإنتاج عمل فني أثار هذا الكم من الجدل، مع دعوات للمحاسبة.
رد الممثل محمد مراد
من جانبه، خرج الممثل محمد مراد، أحد أبرز نجوم الفيلم، لتوضيح الموقف. وقال إن المشاهد التي أثارت الجدل تم اقتطاعها من سياقها الفني، مؤكدًا أن الفيلم يهدف إلى طرح أسئلة فكرية وفنية، وليس الإساءة إلى أي معتقد ديني.
انقسام الآراء في الشارع التونسي
على الرغم من التصريحات الرسمية، انقسمت الآراء في الشارع التونسي بين من يرى في الفيلم تجسيدًا لحرية الإبداع التي يجب أن تُحترم وتُحفظ، وبين من يعتبره انتهاكًا صارخًا للثوابت الدينية والاجتماعية.
الفن والدين: إشكالية مستمرة
هذا الجدل يعيد طرح الإشكالية القديمة حول العلاقة بين الفن والدين في تونس، حيث يكتسب الفن في المجتمع التونسي طابعًا حساسًا بسبب تداخل القيم الدينية والاجتماعية. في حين يرى البعض أن هذا النوع من الأعمال يُسهم في تحفيز الفكر والتفاعل النقدي مع القضايا المجتمعية، يحذر آخرون من أن استمرار هذه النوعية من الأعمال قد يؤدي إلى تهديد التماسك الاجتماعي.
الخلاصة
فيلم “دبوس الغول” يسلط الضوء على النقاشات المستمرة حول حرية التعبير الفني في مواجهة المعتقدات الدينية في المجتمعات المحافظة. وبينما يرى البعض فيه خطوة نحو تعزيز حرية الإبداع، يرى آخرون أنه يتجاوز الحدود التي يجب احترامها، مما يجعل هذا العمل نقطة انطلاق لحوار مجتمعي جديد حول هذا الموضوع في تونس.