في ظل تصاعد التوترات التجارية وزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية، أظهرت نتائج شركتي “ميتا” و”مايكروسوفت” الفصلية الأخيرة قوة ومتانة عمالقة التكنولوجيا في مواجهة الضغوط الاقتصادية العالمية، حيث حققتا نموًا مزدوج الرقم في الأرباح، مما دفع أسهمهما للارتفاع بعد إعلان النتائج يوم الأربعاء.
سجلت “ميتا” ارتفاعًا ملحوظًا في إيرادات الربع الأول من عام 2025 بنسبة 16% لتصل إلى 42.31 مليار دولار، مدفوعة بزيادة الطلب على الإعلانات الرقمية وارتفاع متوسط أسعارها. كما قفز صافي أرباحها بنسبة 35% ليبلغ 16.64 مليار دولار، متجاوزًا التوقعات. ورغم ذلك، استمر قسم “Reality Labs” في تسجيل خسائر كبيرة، بينما أعلنت الشركة عن زيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية. وتواجه “ميتا” أيضًا معركة قضائية كبرى ضد لجنة التجارة الفيدرالية بتهمة الاحتكار.
من جهتها، أعلنت “مايكروسوفت” عن نمو مماثل، حيث بلغت إيراداتها الفصلية 70.1 مليار دولار بزيادة 13%، وارتفع صافي أرباحها بنسبة 18% ليصل إلى 25.8 مليار دولار، متجاوزة توقعات السوق. وكان قطاع الحوسبة السحابية والألعاب المحرك الرئيسي لهذا النمو.
على الرغم من هذه النتائج القوية، يظل شبح الحرب التجارية وتأثيرها على الاقتصاد الأمريكي يثير القلق بشأن مستقبل القطاع، حيث يحذر المحللون من احتمال تضرر هوامش الربح وسلاسل الإمداد. ومع ذلك، تؤكد هذه النتائج قدرة عمالقة التكنولوجيا على تحقيق أداء مالي قوي في وجه التحديات الجيوسياسية، لكن الاستدامة تتطلب إدارة حكيمة للمخاطر والابتكار المستمر.