قطط برية في شوارع مدينة بوليس، قبرص

كشفت وكالة “أسوشيتد برس” أن قبرص، الدولة الجزرية في شرق البحر الأبيض المتوسط، تواجه مشكلة غير متوقعة تتمثل في كثافة أعداد القطط البرية، التي تقارب في بعض التقديرات قط بري لكل نسمة من سكانها البالغ عددهم مليون نسمة، ما يجعلها إحدى أعلى نسب القطط مقارنة بالبشر في العالم.

رغم وجود برنامج حكومي لتعقيم القطط، إلا أن مسؤولي البيئة أقروا بفعالية محدودة للبرنامج، الذي يجري حوالي 2000 عملية سنوياً بميزانية 100,000 يورو. ومؤخراً، أعلنت وزيرة البيئة ماريا باناجوتو مضاعفة التمويل إلى 300,000 يورو سنوياً، خطوة رحب بها النشطاء لكنها لا تُعد كافية بمفردها.

ويحذر الخبراء من أن العدد الكبير للقطط قد يؤدي إلى اضطراب النظام البيئي، فضلًا عن معاناة القطط نفسها بسبب التنقل في الشوارع المزدحمة بحثاً عن الطعام والمأوى. ورغم ذلك، تظل القطط جزءًا من ثقافة الجزيرة وجاذبًا سياحيًا، حيث يراها الزوار على طول مسارات المشي والمطاعم.

وأكد رئيس جمعية الأطباء البيطريين ديميتريس إبامينونداس أن السبب الرئيسي للنمو الهائل في أعداد القطط هو التكاثر غير المنظم ونجاة المزيد من صغار القطط بفضل الرعاية المجتمعية. ولفت إلى أن السيطرة على أعداد القطط ممكنة خلال أربع سنوات إذا وضعت السلطات خطة تعقيم موحدة تشمل تسهيل الوصول إلى العيادات الخاصة وجعل التعقيم مجانياً للمواطنين.

وتقترح الجمعيات التطوعية استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتحديد مواقع القطط البرية وتسهيل جمعها للتعقيم، إضافة إلى إنشاء صندوق تبرعات يسمح للأفراد والشركات بالمساهمة في تمويل البرنامج.

من ناحيتها، أكدت مفوضة البيئة أن استراتيجيتها الطويلة الأمد ستجمع بين الحكومة والجهات المعنية والمتطوعين لإجراء إحصاء دقيق للقطط وتمهيد الطريق لبرنامج تعقيم جماعي، مع ترخيص ملاجئ القطط الخاصة لضمان رعاية أفضل للقطط البرية والأليفة على حد سواء.

البحث