كشفت مصادر مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط، يوم الثلاثاء، أن هيئة التحكيم التي أصدرت قرارها في قضية حارس مرمى العروبة رافع الرويلي، وأعادت بموجبه نقاط المباراة الشهيرة إلى نادي النصر، طالبت لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي لكرة القدم باتخاذ عقوبات ضد المسؤولين عن تسجيل الرويلي كلاعب محترف رغم عدم تفرغه الكامل.
وبحسب المصادر، فإن الحكم الصادر من الهيئة الثلاثية – والتي ضمت كلاً من حسان السيف ممثلاً للنصر، وأحمد أبو عمارة للعروبة، وعلاء ناجي حكماً مرجحاً – حمّل إدارة العروبة المسؤولية، مشيراً إلى احتمالية إيقاف مدير الاحتراف بالنادي. الملف المؤلف من 60 صفحة لم يتضمن أي توصية بمعاقبة الرويلي شخصياً، مؤكداً أن العقوبات من اختصاص لجنة الانضباط.
الهيئة أشارت إلى أن تفسير لجنة الاحتراف لمفهوم “التفرغ الكلي” بكونه مرتبطاً فقط بالحضور والانتظام في التدريبات غير دقيق، واعتبرت أن اللجنة تجاوزت صلاحياتها حين زعمت صحة إجراءات تسجيل الرويلي، في حين أن لائحة الاحتراف لعام 2016 قدّمت تفسيراً أكثر وضوحاً لعب عليه النصر في مرافعته، وهو ما رجّح كفته في القضية.
كما أضافت المصادر أن رد وزارة الرياضة على استفسار النصر بشأن تفرغ الرويلي دعّم موقف هيئة التحكيم وأضفى على قرارها صبغة قانونية. من جهة أخرى، جرى قبول أدلة جديدة من النصر بعد إغلاق باب المرافعة، استناداً إلى المادة 34 من لائحة التحكيم، والتي تتيح تقديم مستندات إضافية في حالات محددة.
وتبيّن أن حالة الرويلي ليست استثنائية، إذ توجد حالات مشابهة في دوري المحترفين ودوري الدرجة الأولى، ما يطرح إشكالية في تفسير المادة التاسعة من لائحة الاحتراف التي تشترط تفرغ اللاعب المحترف كلياً لناديه. ما يدفع المطالبات إما بتعديل المادة لتلائم الواقع، أو إعادة النظر في عقود اللاعبين لتنسجم مع شروط الاحتراف.
الجدل اتسع مع تساؤلات حول مفهوم “التفرغ الكلي”، حيث يشير الواقع إلى أن عدداً من اللاعبين يديرون أعمالهم الخاصة بجانب كرة القدم، ما يطرح علامات استفهام حول التطبيق العملي لهذا المفهوم.
وكانت “الشرق الأوسط” قد حصلت على نسخة من تعميم صادر عن وزارة الرياضة يشير إلى إلزامية تسجيل اللاعبين والمدربين في نظام التأمينات الاجتماعية ابتداء من 1 يوليو، مع إمكانية التطبيق بأثر رجعي، ما يضيف بُعداً مالياً وقانونياً جديداً إلى القضايا المرتبطة بالاحتراف.
رغم حصول النصر على نقاط المباراة، فإن خسارته اللاحقة أمام الفتح قلّصت من فائدتها، حيث توقف رصيده عند 72 نقطة، في حين ضمن الهلال التأهل بفوزه على القادسية. ويعلّق النصر آماله على خسارة القادسية نهائي كأس الملك ليضمن مقعداً في دوري أبطال آسيا 2، وإلا فسيكتفي بالمشاركة في بطولة الخليج للأندية.